الفصل الأول
مددت له يدي بكوب حليب دافئ محلى بالعسل الحر٠٠٠لم تتحرك له ساكنة
لم أيأس
رفعت ذقنه نظرت مباشرة في عينيه مبتسمة
إشرب حليبك الدافئ
أشح عني وجهه
وضعت الكأس جانبا وقدمت له البيضة المسلوقة
رفض كالعادة
سألته بيأس
ماذا لو أكلت قطعة مرطبات
وافق حين أحس بتغير رنة صوتي حاولت أن أستغل الموقف لصالحي فوضعت له تفاحة وقلت وهذه كذلك
شرع يأكل نظرت بسعادة إليه قبلته وقلت أحسنت
جلست في الكرسي المقابل وشرعت في الأكل لأشجعه
تقافزت الوجوه أمامي
أطفال
الكثير منهم يطلبون فطور الصباح
ينتظرون يد الأم تمتد بقطعة خبز وكأس من القهوة السوداء
يتدافعون كل يريد أن يأخذ نصيبه قبل أن تضيف الأم الماء للقهوة فكلما كانت القهوة مركزة أكثر كلما شعر الطفل بأنه لا يغمس الخبز بالماء
دفع محمد الكرسي معلنا إنتهاء مهمة الأكل
الحليب ألا تشرب الحليب
غمغم لا أحبه
صمتت لم أكن أحبه أيضا لأنه لم يتوفر لي
حملت حقيبتي وحقيبة الطفلين باليمنى وطفلتي باليسرى
قاصدين المحضنة
تراقصت الوجوه أمامي
حلقة كبيرة من الأطفال ربما عشرون ربما أكثر
لم يكن للأعداد أهمية
أطفال يتوسطهم شيخ بيده عصا طويلة تصلك أينما كنت
كانت العصا تخيفني حد الرعب كلما أدبت طفلا قريبا مني
تتداخل آيات القرآن في أذني بأناشيد المحضنة
شخبط شخابيط لخبط لخابيط
أريدهم أن يحفضوا القرآن رجاءا
نعم إنهم يتعلمون القرآن أيضا
مضيت إلى العمل صور المؤدب تتراقص أمامي
الفصل الثاني
فتحت الباب بالبطاقة الممغنطة لكن ذالك لم يمنع الحارس من التأكد من هويتي
أنا العاملة هنا منذ سنوات طويلة قبل أن تطأ رجليه هذا المكان
إصباح الخير مدام
إصباح الخير
لم يفوتني إنكبابه على دفتره ليدون إسمي وساعة دخولي فأنا متأخرة وهو يحتاج أن يقدم للمشرف عليه تقريرا سريا يدلّ على يقظته وإنتباهه
يعتقد المسكين أن لا أحد يعرف بهاته المهمّة السريّة جدّا والتي إتخذها مدير الموارد البشريّة وسيلة للضغط أوتهديد بعض العملة وحتى المسؤولين
تمتمت اللّه يعينو كل واحد كيفاش ياكل خبزتو
إتجهت رأسا إلى مدخل الإدارة حيث جلست أمينة في قاعة الإستقبال بصحبة سائق المؤسسة قال شيء ما وضحكا معا كنت متأكدة بأنهم يضحكون من ثيابي الغير محتشمة بالنسبة لهم
دفعت الباب البلوري
إعتدلا
إصباح الخير
طأطأ هو بإحترام
السلام عليكم
ماأجمل ثوبك قالت بمكر
مارسي حجابك رائع أنت أيضا merci
ربي يهدي الناس الكل
بدأنا جرعة النفاق الصباحيّة
وجدت المكتب نظيفا كالعادة
عاملة التنظيف الأرملة كالنحلة تطير من مكتب لآخر تنظف وترتب
قاسية هاته الحياة
جزائريّة تتزوج بتونسي ينتحرمن وطئة الفقر بعد خمس سنوات تاركا ثلاث فتايات وأمهم دون عائل و لا مورد رزق
لن أسامحه أبدا تركني أتخبط وهرب إختار الطريق الأسهل
اللّه يسامحو ويرحمو
تركني في الخامسة والعشرين مع ثلاث بنات لم يطعمني اللّه وليّد أستند عليه في الكبر
وليّد وإلا بنيّة كيف كيف
حمل البنيّة أكبر وأنا عندي ثلاثة
إعتادت غالية عاملة التنظيف أن تحدث الجميع بمشاكلها الماديّة علهم يعينونها ويشفقون عليها والجميع يفعل
إلا عبد الكريم مدير الماليّة وصاحب أرفع أجرا بعد المدير العام طبعا