السلام عليكم
اليوم أردت أن أعرض عليكم موضوع قديم جديد في نفس الوقت
موضوع أسال الكثير من الحبر ،وطبع فيه الكثير والكثير من الكتب والمقالات
وأنا هنا لست بصدد الإعادة ولا التكرار ، ولن أتكلم على مشروعية التعدد أو أسبابه أو شروطه
ولكني سأسلط الضوء على عقلية المرأة الجزائرية في مجتمعنا وكيفية تفكيرها ،وتغليبها العاطفة على العقل وحتى الدين في كثير من الأوقات
طبعا الموضوع ليس وليد اللحظة بالنسبة لي بل هو قديم كنت أبحث فيه منذ زمن لا يقل عن 10 سنوات ونظرا لتجربتي الشخصية ومخلاطتي للطالبات في الجامعات من مختلف ولايات الوطن جعلني أتأكد مما قلت لكم
اليوم أغلب النساء تقول لك لا تتزوج امراة ثانية وفي نفس الوقت ليس لديها مشكل في ان تتخذ أكثر من عشيقة ، بل الكثير من النساء تعلم علم يقين أن زوجها يخونها أكثر من مرة ولا تحرك ساكنا وعندما تسمع أن الزوج يريد أن يتزوج تقيم الدنيا ولا تقعدها
أظن الآن تعرفون على ماذا أتحدث والمشكل ليس في الجزائر بل تعداها الى كل الدول العربية
واليكم بعض الاستثناءات :
كنت أدرس في الجامعة وكنت متزوجا طبعا وكنا نجلس أحيانا لنتناقش حول مواضيع الساعة : الزواج ، الطلاق ، العنوسة وغيرها وفي خضم مرافعتي حول التعدد فاجأتني احداهن بالقول انا مستعدة لأن أتزوجك سواء كنت الزوجة الثالثة أو الرابعة حتى المهم تزوجني
طبعا اصبت بالذهول لجرأتها وأنا أعرفها جيدا فتاة جميلة ومن عائلة معروفة ولا يوجد ما يعيبها
فسكتت برهة ثم اعادت لي نفس الكلام فدهشت الحقيقة وجلست أفكر هل هذه شجاعة
وبعد طول تفكير اعترفت لها بشجاعتها والحقيقة أنها كانت مقتنعة بما تقول وأقنعتني وجهة نظرها وسط تذمر زميلاتها ، والموضوع لم يكن عاما بل خاصا بتلك الجلسة
مثال ثاني أيضا حيث كنا ندرس في جامعة بسكر ة للحصول على الكفاءة المهنية للمحاماة وكنا حوالي 50 ألف طالب بحيث أن قسمي كان يحوي جميع ولايات الشرق والوسط ولا يوجد طالبان من نفس الولاية ، المهم فجأني زميل لي ومعه بنت شاوية كما يقولون وقال استمع ماذا تقول هاته الفتاة : قلت مرحبا بك ، طبعا كان الموضوع معروف ولا يحتاج الى كثرة دلالات
البنت تريد الزواج من هذا الشخص وهو متزوج وله اولاد كبار ويكبرني بكثير
قلت لماذا تريدين الزواج منه وانتن الشاويات تكرهن التعدد ن الم تفكري في زوجته الأولى
طبعا كنت اثبطها لأعلم العلة من وراء طلبها
قالت لي : صحيح ان المجتمع الشاوي لا يحبذ التعدد بل ينبذه ولكن هناك الكثير الذي له عدة زوجات في السر ، قلت لماذا أليست لديهم الشجاعة ليكون كل شيء واضح
ثم لماذا انت تريدين التعدد
قالت أنا فتاة كبرت في السن وان على أبواب 32 أو 33 وقتها وقد رأيت من صاحبك هذا حكما وعدلا ورصانة ، وقد خالطته وعجنته وعرفت بأنه يصلح لي
ثم واصلت وقالت : لماذا يلمنن النساء المتزوجات أليس لدينا الحق في ان نتزوج نحن أيضا وننجب أولادا لقد أخذت حقها هي أليس لدي حق أنا
قل لها : طيب لماذا هذا بالتحديد ابحثي عن شخص آخر لم يسبق له الزواج وتزوجيه
قالت : لو وجدته لكنت متزوجة الآن ولكني لم أجد والمعدن النادر لا يتكرر لذلك لن أتركه
فتركتها معه ولأدري الحقيقة ما حصل مذ ذاك
ولكني أنا مقتنع بالتعدد نظرا لحجم العنوسة الموجودة في مجتمعنا من جهة ، ومن جهة أخرى الكم الهائل من الضياع والتسيب والكوارث التي تحصل وتخلف آفات إجتماعية مخيفة من إجهاض الى إنتحار إلى ..... الى ......
المجمع الفقهي بالسعودية أجاز زواج المسيار والذي فتح المجال للكثير من النساء للزواج
وهو الحقيقة مفتاح لمن تقطعت بها السبل أو فاتها قطار الزواج أو لديها عذر ما أو أحبت شخصا متزوجا ،
كما أضم صوتي الى صفحة الفيس البوك الخاصة بالتعدد في الجزائر بعنوان زوجة ثانية
وأقول بصدق نعم
هذا هو موضوعي اليوم وانتظروني في الجزء الثاني بعنوان احذروا محاميا اسمه محمد ص
اتناول فيه موضوع العدل بين الزوجات حتى يكتمل الموضوع