إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففي وجه من تهوى جميع المحاسن.
لا تحارب بناظريك فؤادي فضعيفان يغلبان قويا.
إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً و حقك يا روحي سكرت بلا شرب.
كتب الدمع بخدي عهده للهوى و الشوق يملي ماكتب.
أحبك حُبين حب الهوى وحباً لأنك أهل لذاكا .
رأيت بها بدراً على الأرض ماشياً ولم أر بدراً قط يمشي على الأرض.
قالوا الفراق غداً لا شك قلت لهم بل موت نفسي من قبل الفراق غداً.
قفي و دعينا قبل وشك التفرق فما أنا من يحيا إلى حين نلتقي.
قبلتها و رشفت خمرة ريقها فوجدت نارَ صبابةٍ في كوثر.
ضممتك حتى قلت ناري قد انطفت فلم تطفَ نيراني وزيد وقودها.
لأخرجن من الدنيا وحبكم بين الجوانح لم يشعر به أحد.
تتبع الهوى روحي في مسالكه حتى جرى الحب مجرى الروح في الجسد.
أحبك حباً لو يفض يسيره على الخلق مات الخلق من شدة الحب.
فقلت : كما شاءت و شاء لها الهوى قتيلك قالت : أيهم فهم كثر.
أنت ماض و في يديك فؤادي رد قلبي و حيث ما شئت فامضِ.
ولي فؤاد إذا طال العذاب به هام اشتياقاً إلى لقيا معذبه.
ما عالج الناس مثل الحب من سقم و لا برى مثله عظما ًو لا جسداً.
قامت تظللني و من عجب شمس تظللني متن الشمس.
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى و زرتك حتى قيل ليس له صبرا.
قالت جننت بمن تهوى فقلت لها العشق أعظم مما بالمجانين.
ولو خلط السم المذاب بريقها وأسقيت منه نهلة لبريت.
و قلت شهودي في هواك كثيرة و أَصدَقهَا قلبي و دمعي مسفوح.
أرد إليه نظرتي و هو غافل لتسرق منه عيني ماليس داريا.
لها القمر الساري شقيق و إنها لتطلع أحياناً له فيغيب.
و إن حكمت جارت علي بحكمها و لكن ذلك الجور أشهى من العدل.
ملكت قلبي و أنت فيه كيف حويت الذي حواكا.
قل للأحبة كيف أنعم بعدكم و أنا المسافر و القلب مقيم.
عذبيني بكل شيء سوى الصدّ فما ذقت كالصدود عذابا.
و قد قادت فؤادي في هواها و طاع لها الفؤاد و ما عصاها.
خضعت لها في الحب من بعد عزتي و كل محب للأحبة خاضع.
و لقد عهدت النار شيمتها الهدى و بنار خديك كل قلب حائر.
عذبي ما شئت قلبي عذبي فعذاب الحب أسمى مطلبي.
بعضي بنار الهجر مات حريقا و البعض أضحى بالدموع غريقا.
قتل الورد نفسه حسداً منك و ألقى دماه في وجنتيك.
اعتيادي على غيابك صعب و اعتيادي على حضورك أصعب.
قد تسربت في مسامات جلدي مثلما قطرة الندى تتسرب.
لك عندي و إن تناسيت عهد في صميم القلب غير نكيث.
كأنك في الحلم قبلتني فقلت و أفديك أن تحلمي.
كأن فؤادي ليس يشفي غليله سوى أن يرى الروحينِ يمتزجان.
يا هاجري من غير ذنب في الهوى مهلاً فهجرك و المنون سواء.
إن كان ذنبي أن حبك شاغلي عمن سواك فلست عنه بتائب.
إن كان تعذيب قلبي في محبتهم يرضيهم فلهم فيه الذي طلبوا.