. ’’ رضاء الناس غاية لا تدرك ‘‘ ..

يقـال إن جحا أخذ ولده وحماره ذات يومـ وأراد أن يخفف عن الحمار فلـمـ يركب هو ولـمـ يركب ولده
ترك الحمار يمشي أمـامهـمـ وهـمـ يمشون خلفه .. ورآه الناس هو وولده على هذه الحالة
فأشاروا اليهـمـا وقالوا انظروا الى هذان المغفلان الذين يوفران ما لهم ويشقون أنفسهـمـ
ويتركون الحمار ويمشون على أقـدامهـمـ .. !!

فلمـا سمـعا هـذا الكـلامـ ركبا الاثنين على الحمـار ومروا بجماعة اخرى فأشاروا اليهـمـا
وقالوا انظروا الى الذان لايوجد في قلوبهـمـا رحمـة ولا شفقة .. فـلا يكفيهـمـا أن يركبا
واحد منهمـا بل هـمـا يحملان الحمار فوق ما يحتمل ويركبون الاثنين .. !!

وسمـع جحا وولده هذا الكـلامـ .. فنزل الإبن من فوق ظهر الحمار وبقي عليه والده وصار الولد
يمشي خلف الحمار ووالده راكب . ومروا بجماعة اخرى وهـمـا على هذا الحالة فأشاروا اليهـمـ
وقال بعضهـمـ لبعـض انظروا الى هذا الأب القاسي القلب الذي يركب ويرتاح ويترك ولده
يشقى ويتعب . !!

وسمع جحا وولده هذا الكـلامـ فنزل جحا من فوق ظهر الحمار .. وركب ولده وصار جحا يمشي خلفهما
ومروا بجماعة وهـمـا على هذه الحالة .. فقال بعضهـمـ لبعض انظروا الى هذا الولد العاق الذي يركب الحمار ويترك والده يمشي خلفهمـا ..

وقال جحا لولده بعد أن مرت هذه الفصول من الرواية . أرأيت يا ولدي أن ’’ رضا الناس غاية لا تدرك ‘‘
فذهبت هذه الكلمة مثـلاً .. في أن الناس لا مطمع في السلامة من شرورهـمـ .. مهما حذر المرء
ومهما احتاط .. وانما التفاوت بين الناس في أن بعضهـمـ مقل من هذه وبعضهـمـ مستكثر ..
بعضهـمـ تأتيه تلك القوارع فلا تعدو الجلد .. وبعضهـمـ تأته من نوع يخترق الجلد والللحـمـ وقد يخترق
مع هذين العظـمـ . !!

نعم صحيح . ارضاء الناس غاية لا تدرك .و هده القصة اكبر دليل على دلك .
من رأيي انه من الصعوبة او من المستحيل بمعنى أصح إرضاء جميع الناس ,, لان الناس الوان و اجناس ,, وكلن له طريقته الخاصة اللي ترضيه فيها

شكرا على موضوعك الحلو