البكتيريا
المقدمة
جمة في الصناعات والبيئة ولولا وجود البكتيريا لأصبحت الحياة غير ممكنة على وجه الأرض.
1. البكتيريا والطعام:
الطعام يمثل بيئة جيدة لنمو البكتيريا وتكاثرها وتسبب حالات من التسمم الغذائي مثل:
• السالمونيلا : تسبب الاسهالات تشكل البكتيريا مجموعة الكائنات بدائية النوى، تعامل معها الإنسان دون أن يراها فقد عرف أنها تسبب المرض واستعمل بعضها في عمليات تخمر مختلفة. ولقد كان لاكتشاف المجهر الأثر الكبير في التعرف عليها.
أول من اكتشف وجود البكتيريا العالم الكيميائي الفرنسي "باستير" حيث اكتشف البكتيريا الهوائية واللاهوائية من خلال تجاربه على التخمر واكتشف أيضاً طعومها وارتبط اسمه بعملية البسترة لقتل الكائنات الحية المجهرية التي يمكن إن توجد بالسوائل وخاصة الحليب.
أما العالم الألماني روبرت كوخ فقد أسهم في اكتشاف علاقة البكتيريا بالمرض وأول من عمل مزارع نقية للبكتيريا.
ولقد ارتبط اسم البكتيريا كثيراً بالأمراض التي تسببها للإنسان ولكن الاكتشافات الحديثة والتقدم السريع الذي حدث في العلوم التطبيقية أظهرت أن البكتيريا تلعب دوراً هاماً في كثير من الصناعات الغذائية والدوائية والتخلص من المواد العضوية وغير العضوية وكذلك معالجة المياه العادمة والمعالجة الحيوية لمخلفات المزارع واستخدامها في إنتاج الطاقة وغاز الميثان.
الخصائص العامة للبكتيريا:
1. كائنات دقيقة مجهرية بدائية النوى.
2. تتميز ببساطة التركيب:
إذ تتركب من جدار وغشاء خلويين يحيطان بالسيتوبلازم الذي يحوي كر وموسوما حلقياً واحد DNA ولا يحتوي على بروتين الهستون وقد يحتوي على واحد أو أكثر من جزيئات DNA على شكل دوائر صغيرة تسمى البلازميدات وتتكاثر بصورة مستقلة عن الكر وموسوم، والرايبوسومات وبعض الأجسام التخزينية.
. تأتي صلابة جدارها لوجود متعدد الببتيد (ببتيد وغلايكان peptedoglycon) ويكون هذا الجدار متعدد الطبقات في البكتيريا موجبة الغرام، أو رقيقاً محاطاً بغلاف خارجي مكون من سكريات ذهنية وبروتينات في البكتيريا سالبة الغرام.
4. توجد اغلفة خارج الجدار الخلوي مثل الأعمدة – وقد تحاط بعض أنواعها بطبقة مخاطية تسمى المخفظة Capsule تشكل غطاء وتخزن المواد الغذائية وتزيد من قدرة بعض أنواع البكتيريا في إحداث المرض.
5. يختلف حجم الخلية البكتيرية فمنها ما هو متناهي الصغر كما في الميكوبلازما يتراوح قطر خليتها بين 100-200 نانومتر – ومنها ما هو كبير قد يصل إلى 500 نانومتر. كما في بكتيريا القولون العصوية.
6. تتكاثر بالانشطار الثنائي البسيط
7. تتغذى على المواد العضوية وغير العضوية تحت الظروف الهوائية واللاهوائية وبعضها ذاتي التغذية.
8. تعد الأسواط وسيلة الحركة في كثير من أنواع البكتيريا وهي تتركب من مادة الغلاجين وقد يوجد عليها سوط واحد في أحد قطبي الخلية أو سوط في كل قطب أو مجموعة من الأسواط على أحد قطبي الخلية أو سوط في كل قطب أو مجموعة من الأسواط على أحد القطبين أو كلاهما أو قد تحيط الأسواط بجسم الخلية.
9. تنتشر على سطح خلايا أنواع من البكتيريا سالبة الغرام تراكيب تسمى الش***ات وهي مشابهة الأسواط، إلا أنها أقصر ومن وظائفها:
* تساعد البكتيريا في الالتصاق بالسطح.
* هناك نوع منها يسمى الش***ات الجنسية يساعد على نقل المواد الو راثية أثناء عملية الاقتران.
10. لكي تتم رؤية خلايا البكتيريا بوضوح تحت المجهر فنحتاج إلى استعمال أصباغ مختلفة وهي:
أ) الأصباغ العادية:
مثل أزرق المثيلين وهو أكثرها استعمالاً تظهر البكتيريا مصبوغة باللون الأزرق.
ب)صبغة غرام Gram Stain:
ـ وهي تتلخص في استعمال صبغتين مختلفتين هما: البنفسج البلوري Crystal violet والصفرانين Safranin
ـ تأخذ بعض أنواع البكتيريا الصبغة البنفسجية فقط وتسمى موجبة لصبغة الغرام.
ـ تأخذ أنواع أخرى صبغة الصفرانين وتظهر حمراء أو زهرية وتسمى بكتيريا سالبة لصبغة الغرام وبذلك يمكن تمييز هذين النوعين من البكتيريا وتصنيفها – ويعتمد ذلك على تركيب الجدار الخلوي لكل نوع.
ج) الصبغة المقاومة للحمض acid fast stain: كالمستخدمة في بكتيريا السل.
د) أصباغ خاصة تساعد على إظهار بعض التراكيب الخلوية: مثل الأبواغ، الأسواط أو المحفظة أشكال البكتيريا:
أ) بكتيريا كروية:
وقد تكون مفردة أو على شكل سلاسل مثل بكتيريا التهاب الرئة أو تجمعات ثنائية أو رباعية أو أكثر بأشكال غير منتظمة.
ب)بكتيريا عصوية:
وقد تكون مفردة أو على شكل سلاسل أو واوية الشكل مثل بكتيريا الكوليرا.
ج) بكتيريا لولبية:
وهي أكبرها حجماً مثل بكتيريا مرض الزهري.
الظروف الملائمة لتكاثر البكتيريا ونموها
تتميز البكتيريا بمقدرتها على التأقلم حسب الظروف المحيطة ومما تحتاجه البكتيريا:
1) الغذاء:
تقسم البكتيريا حسب طريقة تغذيتها إلى:
أ ) ذاتية التغذية: حيث تقوم بتجهيز احتياجاتها الغذائية من عناصر أو مركبات غير عضوية ومنها:
• ذاتية التغذية الضوئية تستخدم الطاقة الشمسية للقيام بعملية البناء الضوئي.
• ذاتية التغذية الكيمائية حيث تستخدم الطاقة الكيميائية الناتجة من أكسدة العناصر والمواد الكيميائية لتثبيت ثاني أكسيد الكربون وبناء احتياجاتها من المواد العضوية مثل أكسدة النيتروجين أو الكبريت أو مركباتهما.
ب) غير ذاتية التغذية: أي عضوية التغذية وتحصل على الطاقة اللازمة لها عن طريق التحليل الكيميائي للمركبات العضوية كالكربوهيدرات والدهون والبروتينات كما يحدث في عملية التخمر (التنفس اللاهوائي) أو استخدام الأكسجين مباشرة كما في التنفس الهوائي للحصول على الطاقة اللازمة.
2) الماء: يعد الماء وسطاً مناسباً لنشاط البكتيريا وتكاثرها حيث يشكل 80% من كتلتها الخلوية ولذلك فإن عملية التجفيف تساعد في حفظ الغذاء أطول فترة ممكنة حيث لا تتمكن البكتيريا من التكاثر بعيداً عن الرطوبة.
3)درجة الحرارة: تزداد أنشطة البكتيريا الأيضية بازدياد درجة الحرارة إلى أن تصل إلى حد تعيق فيه نمو البكتيريا فتثبطه "درجة الحرارة العظمى" حيث تؤثر في الأنزيمات والحمض النووي DNA والرايبوسومات فتحد من نشاطها وتقتلها أما درجات الحرارة الصغرى فتحد من نمو البكتيريا ونشاطها دون أن تقتلها.
4) الرقم الهيدروجيني (pH):
تنمو غالبية أنواع البكتيريا في الوسط المتعادل إلا أن بعضها ينمو في أوساط حمضية فتسمى البكتيريا الحمضية، وأنواع أخرى تنمو في أوساط قاعدية وتسمى البكتيريا القاعدية.
5) الأكسجين:
يمكن تقسيم البكتيريا إلى ثلاثة أنواع رئيسية حسب احتياجها للأكسجين.
أ. بكتيريا هوائية: تحتاج إلى وجود كمية من الأكسجين كعامل رئيسي في عمليات الأيض والتحول الغذائي لإنتاج الطاقة.
ب. بكتيريا لا هوائية: ويعد الأكسجين ساماً لها – حيث تعتمد في إنتاج طاقتها في عمليات التنفس اللاهوائية أما عند وجود الأكسجين فإنه ينتج مواد كيميائية مؤكسدة تتلف أجزاء الخلية وأنزيماتها وتؤدي إلى موتها.
ج. بكتيريا لا هوائية اختيارية: تستطيع العيش بجود الأكسجين أو عدمه.
6)تأثير المضادات الحيوية والمواد المطهرة:
وجود هذه المواد لها أثر فعّال في تثبيط نمو البكتيريا والقضاء عليها وكذلك بالنسبة للمواد الكيماوية المعقمة antiseptics.
تكاثر البكتيريا:
( اثر البكتيريا بالانشطار الثنائي بنسب هندسية متصاعدة (1، 2، 4، 8، 16، 32...).
* تتفاوت سرعة الانقسام من نوع إلى آخر.
* تتراوح المدة اللازمة لانقسام الخلية الواحدة بين 20 دقيقة وأكثر من يوم واحد.
* يمر نمو الخلايا بمراحل يطلق عليها أطوار النمو وهي:
1. طور الركود: لا تنقسم فيه الخلية ولكنها تكون تراكيبها وعضياتها والمواد اللازمة للانقسام
2.طور النمو : (الطور اللوغاريتمي) وتكون سرعة انقسام الخلايا بنسب هندسية متصاعدة.
3. طور التوقف أو الثبات "عدد الخلايا الناتجة = عدد الخلايا الميتة"
4. طور الهبوط أو الموت: تزداد نسبة الخلايا الميتة (وتكون سرعة الموت لوغاريتمية أيضاً).
في البكتيريا العصوية: تنقسم الخلايا في مستوى واحد وإذا بقيت متصلة شكلت سلسلة من الخلايا (مرض الجمرة الخبيثة).
في البكتيريا الكروية: تنقسم الخلايا في مستويات مختلفة وينتج تجمعات بكتيرية مميزة .
وقد تنقسم في مستوى واحد وتبقى متصلة على شكل سلاسل (بكتيريا السبحية)
أو قد تنقسم في مستويين متعامدين يشكلان صفائح منتظمة (بكتيريا البيديوكوكس)
أو في ثلاثة مستويات متعامدة مع بعضها لتشكل مكعباً من ثماني خلايا (بكتيريا السارسينا)
أو ثلاثة مستويات غير متعامدة أو منتظمة لتشكل عنقوداً غير منتظم (بكتيريا المكورات العنقودية).
ومما هو جدير بالذكر لا يوجد تكاثر جنسي في البكتيريا ولا يتم فيها انقسام منصف وذلك نظراً لأنها غير حقيقية النوى ولا تحتوي إلا على كر وموسوم واحد فقط ولكن يوجد هناك انتقال للمادة الو راثية يتم بثلاث طرائق رئيسية هي:
أ) التحول: وهو انتقال حمض DNA من البيئة المحيطة إلى داخل اخلية وقد يحدث عبور تتبادل فيه المواد والمعلومات الو راثية لتنشأ صفات جديدة في الخلية البكتيرية المستلمة (المستقبلة).
ب) الاقتران: وهو انتقال العوامل الو راثية من خلية بكتيرية معطية إلى خلية مستقبلة عن طريق الاتصال المباشر بينهما بواسطة الش***ات الجنسية.
ج) النقل: حيث يتم انتقال العوامل الو راثية من فيروس (لاقم البكتيريا) إلى خلية بكتيرية (راجع تكاثر الفيروسات).
الآثار الاقتصادية للبكتيريا:
ليست البكتيريا كلية مسببة للأمراض أو مضرة بالكائنات الحية وإنما للبكتيريا فوائد
• الكلوستريديوم : تسبب التسمم الغذائي البوتيوليني botulism.
2. البكتيريا والصناعات الغذائية:
تلعب البكتيريا دوراً هاماً في الصناعات الغذائية مثل:
الألبان / الأجبان / ال**دة / المخللات / إنتاج الحموض العضوية مثل حمض الخليك وحمض اللبن وإنتاج بروتين الخلية الواحدة الذي يستعمل كغذاء للماشية والدواجن.
3. البكتيريا والصناعة: ـ إنتاج بعض الهرمونات مثل الأنسولين عن طريق هندسة الجينات.
ـ صناعة المضادات الحيوية الحديثة.
ـ صناعة بعض المواد العضوية (الستيرويدات – الفيتامينات).
4. البكتيريا والبيئة:
تنظيف البيئة ومعالجة المياه العادمة والتخلص من المواد العضوية وغير العضوية من مخلفات المصانع والمنازل بما فيها من عناصر ثقيلة سامة كالرصاص والزئبق ومعالجة المخلفات لإنتاج الطاقة من غاز الميثان ومعالجة التلوث بالبقع النفطية وفي دورات العناصر في الطبيعة كدورة الكربون والكبريت والنيتروجين وكذلك تسهم مع الفطريات في تحليل الأجسام الميتة مما يساعد في خصوبة التربة.
5.البكتيريا والإنسان:
تعيش بعض أنواع البكتيريا معيشة تكافلية في أمعاء الإنسان والحيوان فهي تساعد في هضم بعض المواد الذهنية وهضم السليلوز كما تساعد في بناء فيتاميني K, B في أمعائه.
6.البكتيريا والحشرات:
تنتج بعض أنواع البكتيريا العضوية بلورات سامة مرافقة للأبواغ الداخلية تستخدم في القضاء على كثير من الحشرات الممرضة التي تتخذ من هذه البكتيريا غذاء لها.
البكتيريا الخضراء المز رقة
تقسم الكائنات بدائية النواة إلى مجموعتين رئيستين متباعدتين تطورياً هما: البكتيريا القديمة، والبكتيريا الحقيقية التي تضم البكتيريا الخضراء المز رقة.
وقد ساد اعتقاد خاطئ بأن هذه البكتيريا من الطحالب لوجود صبغ الكلوروفيل بالإضافة إلى وجود صبغ الفيكوسيانين الزرقاء وهي من أصباغ شبيهة بأصباغ الطحالب وقدرتها على القيام بعملية البناء الضوئي.
ولكن ثبت أن تركيبها الخلوي والجزيئي أشبه بالبكتيريا..
1) تحتوي هذه المجموعة على الكلوروفيل أ، ب فضلاً عن الصبغات الأخرى المساعدة ولها القدرة على استخدام الماء مصدراً للإلكترونات فتطلق الأكسجين وتسمى هذه العملية البناء الضوئي الأكسجيني.
2 ) بعضها له القدرة على تثبيت النيتروجين بوجود الهواء والضوء.
التركيب:ضها يعيش معيشة تكافلية مع بعض الفطريات ( الأشنات ).
التركيب: ـ بعضها منفرد الخلايا
ـ بعضها الآخر خيطي أو على شكل مجاميع رباعية أو ثمانية.
أمثلة عليها: غليوكابسا النوستوك أوسيلاتوريا
المصدر :http://alowad.yoo7.com/montada-f19/