مشكلات الطفولة (الخوف)
الخوف شيء فطري في الإنسان وطبيعي ما لم يصل لمرحلة يمكن أن تتخطاها إلى مرض أو إلى سلوك غير طبيعي , هل نستطيع القول بأن كل إنسان يخاف بأن لديه خطأ سلوكي؟ يوجد بداخل كل إنسان خوف وهذا أمر طبيعي لأن الخوف يأتي نتيجة حدث ما أو وقوع أمر فجائي فتحدث اضطرابات لدى الشخص وعلى أثرها قد يتصرف تصرفات إما أن تكون إيجابية أو سلبية وهذه الأخيرة هي التي تعكس للطفل سلوكيات الأم الخاطئة فيتأثر بها إما مقلدا أو قد توصله إلى أمور نفسية سيئة للغاية إذ يجب أن يتوازن الخوف والرجاء لدى الإنسان حتى لا يصل للحالة المرضية التي سنتحدث عنها . متى يصبح الخوف حالة مرضية؟إذا حدث الخوف بدون وجود أي سبب حينها يتحول لحالة مرضية فيصبح قلقا فالإنسان مثلا يخاف من الموت وهذا أمر طبيعي لكن أن يتجاوز هذا الحد بكثرة التفكير به حتى يصبح شغله الشاغل فيؤثر على سلوكه ويصبح مضطربا أو تحدث له حالات وأعراض تشنجية فتلك حالة تفاقمت إلى أن أصبحت مرضية ويجب معالجتها حينئذ بالأدوية إلى جانب العلاج النفسي .
أسباب الخوف: أسباب حسية وأسباب غير حسية, الأسباب الحسية هي عبارة عن أشياء ملموسة (الخوف من النار- من الكهرباء-وقوع أو سماع أمر مخيف) أما الغير حسية(الخوف من الجن-تصور أمور خيالية كأن تقول سيدخل أحد الآن من الشباك..وهكذا)
أنوع الخوف: خوف مرضي وخوف طبيعي
علاجه:1- استمعي لمخاوف ابنك-لاتتركي باب غرفتك مغلقا وأخبريه بأنك دائما موجودة بالغرفة بجانبه-إذا استيقظ من النوم وأخبرك أنه خائف لاتؤنبيه فالطفل لا يميز بين المنام والحقيقة ربما رأى مناما أزعجه فيجب أن تستوعبيه وتحضنيه وتشعريه بالأمان ثم تسأليه عن الذي يزعجه لا تقولي له (ليش خايف) لاتذكري هذه الكلمة أمامه لأنك قد تنبهي ذهنه لها ويستعملها لجذب الانتباه إليه, ومن ثم بعد أن يهدأ ارجعيه إلى السريروأظهري له أنك تدخلين للغرفة بين الحين والآخر واسأليه (ماما بدك شي),إذا جاء ابنك في الليل وطلب النوم إلى جانبك اسأليه ما الذي (يؤلمه هل هو بردان-جائع-يشعر بتعب وهكذا) إن عرفت السبب أزيليه ثم أرجعيه للغرفة وكوني بجانبه حتى يرتاح ويشعر بالأمان وقولي له أنك قريبة منه,قد يتعود الطفل بالمجيء لغرفة أمه باستمرار فهو يحب الدفء العائلي وقد يكون هناك سبب أو قد لا يكون من أجل ذلك يجب أن تزيلي عنه ما يزعجه أولا ثم قومي بإرجاعه لسريره حتى لاتصبح عادة ومن ثم لا تستطيعين بعدها إقناعه بالنوم في سريره.
لاتشجعي الطفل بإعطائه هدية بقولك(سأعطيك هدية إذا نمت اليوم في سريرك)هذا الأسلوب خطأ لسببين الأول أن الطفل ربما يكون خائف والخوف علاجه الأمان وليس الهدية فتزيد الأمور تعقيدا بزيادة الخوف لدى الطفل فلا يفصح عما بداخله من أجل الهدية ويستمر معه هذا الشعور في الليل والثاني أن عملية التشجيع تكون في إعطائه المحفز نتيجة سلوك صحيح أو أنه قام بعمل يستحق عليه مكافأة ولكن لا تربطي العمل بالمكافأة إنما اجعلي المكافأة بعد العمل الذي قام به دون أن تقولي له (إذا أنهيت دروسك مبكرا سأعطيك هدية)لأن الواجب المدرسي هو فرض عليه يجب القيام به ولكن إن قام به وأتقن قومي بإعطائه هدية نتيجة إتقانه دون أن تعلميه مسبقا.
إذا الولد قال لاأريد الذهاب إلى المدرسة فاعلمي أن هناك مشكلة لديه وأن هنا ك خوف في داخله .عندما تريدين عقاب الطفل يجب أن لاتتغير معاني وملامح الوجه بشكل مخيف لو عاقبتي حافظي على شكل الوجه حتى لايخاف الطفل فهذه الصورة ترسخ في ذاكرته,ويجب أن نعلم أن التهديد والوعيد من العوامل المساعدة على إدخال الخوف لنفس الطفل لأنه لايشعر بالأمان.
أشعري طفلك بأنك مررت بما يشعر به من خوف من شيء معين:يعني إذا كان يخاف من الظلام قولي له أنك كنت تخافين من الظلام ولكنك بعد ذلك قمت وأشعلت الضوء فذهب الخوف وانتهى الأمر بهذه البساطة,لا تنكري على طفلك الخوف وتقولي له لايوجد شيء بيخوف لأنك ستعملين لديه إشكالات عكسية في نفسه,كما لا تحتوي الطفل لدرجة الخوف عليه لدرجة الدلال وتهوّلي الأمر الذي يخاف منه بأسلوب الدلع ,أعطي للطفل المبرر وأنك مررت بهذه الحالة حينها يصير عنده ثقة بك لأنك وجدت الحل لهذه المشكلة.
علميه أن الشعور بالخوف من طبيعة البشر ويجب أن تعلميه أن هناك أشياء يجب أن ننتبه منها ونخاف منها لأنها تؤذي كالطيور الجارحة ,النار,المكان العالي,الكهرباء.
لاتقولي للطفل إذا لعبت بكذا سوف تموت أو إذا أخطأ بالتصرف سوف تدخل النار وسوف يعذبك الله,هذا الأسلوب يحدث لديه رعب من الله فلا يشعر بمحبة الله ,نحن قد نعتقد أن الخوف هو ضابط للطفل وهذا خطأ كبير وله سلبياته على نفس الطفل,قبل عمر 12 سنة لا تقولي له نار وعذاب إنما اعرضي العبارات الإيجابيةمثل الله لا يحب كذا ,الله يحبنا,الله يحب الصدق وهكذا
لاتدخلي مع الطفل بالحديث عن الجنة والنار لأن هذه الأمور الغيبية هي فوق مستوى تفكيره
يجب أن تبيني للطفل أن هناك أشياء يجب أن ننتبه منها وأنها لها إيجابيات وسلبيات :مثلا النار مفيدة لنا لأنها تساعدنا على الطبخ والتدفئة,ان لها سلبيات بأن استعمالها في غيرما نستفيد واستعملناها بشكل خاطيء هو ضررلنا لأنها يمكن أن تحرق البيت وتحرقنا كذلك السكين تساعدنا على تقطيع الأشياء لكن إذا مسكناها بشكل خطأ سوف تجرحك وتؤذيك لذلك يجب أن تقول للماما إذا أردت تقطيع شيء حتى لا تجرح وتؤذي نفسك.
الطفل أقل من 2 سنة يجب أن تنتبهي له جيدا لأنه في هذا العمر هناك أطفال يعاندوا عندما يرون أن الأم خائفة عليه فيحاولوا الاقتراب من الأشياء المؤذية لإثارة الأم فحاولي أن تبعدي عن نظره هذه الأشياء بتغطيتها وخصوصا الكهرباء ضعي بلا ستيك مكان الفتحات وضعي كنبة حتى لايقترب وينسى مكانها.
يجب أن يبقى في الاعتبار أن كل طفل مختلف عن الآخر وأنه ليس بالضروري أن نربي أطفالنا بنفس الطريقة ,وأنه لا يوجد طفل يولد معه مشكلة وإنما الظروف وسلوك الأم والأهل هي السبب في وجود هذه المشكلة.
كل شيء مغاير للشيء المألوف نخاف منه ,فالرسول عليه الصلاة والسلام لما رأى جبريل عليه السلام لم يتحمل.
الطفل الذي أذى نفسه مرة وعاد تلك التجربة عدة مرات هذا يعني أمرين إما أن يكون سلبي يعني (عناد)وإما إيجابي يعني ممكن أن يكون في المستقبل واعي وعنده تجربة.
ردة فعل الأم بالصراخ والخوف تحدث لدى الطفل فكرة بأن أمه من النوع الذي يثار بسهولة في أي موقف فقد يلجأ لأن يحاول يؤذي نفسه ليرى إثارتك وخوفك لذلك لايجب أن يكون هناك مبالغات في المشاعر أمام الطفل لأنها تغير شكلك والطفل يستخدم هذا الأسلوب لإثارتك.
من الأخطاء التي يجب الانتباه إليها هي جعل الطفل أن يلعب بلعبة الأشباح الموجودة في أماكن الألعاب لأنه سوف يصاب بالخوف مما يراه ويفاجئه وهذا يؤثر جدا على الطفل إن كان ولا بد بسبب إصراره يجب أن ترافقيه وأن تبيني له أن هناك أشياء سوف تخرج فجأة ويجب أن توضحي له فكرة هذه اللعبة وكيف أسلوبها وطريقتها حتى يتهيأ نفسيا ولا تكون درجة الخوف قوية وحتى تقومي بتهدءته عندما يصاب بالخوف.ومن الأفضل ألاتعرّضي طفلك لهذه التجربة بدخوله الأماكن المخيفة مهما طلب لأن نتائجها مضرة جدا.
الأفلام المرعبة مستحيل ما تترك أثر في نفس الطفل وحتى الكبارحاولي ألا تجعليه يرى مثل هذه الأفلام.
فرقي بين الخوف الطبيعي والخوف المرضي .
إذا خاف الطفل من شيء في الغرفة حاولي أن تحضري له شيء يحبه وجميل لعبة أو منظر جميل واجلسي معه والعبي معه حتى تذهب هذه الصورة من ذهنه.
إذا تخيل الطفل أن للباب عيون مثلا أوالمكيف له عيون قولي لها لنرسم عيون على الباب ونحاول لنرى كيف سيكون منظر الباب أكيد سيكون مضحك و بأسلوب مضحك لها حتى لا تخاف .
دائما ضعي طفلك مع أطفال ليس لديهم خوف أو ليس لديهم ما يثيرون به خوفه,أي لا يكون عندهم طرق تخويف بألفاظ أو بأشكال.
إذا كان الطفل خائف ولا يريد أن ينام إلا بوجود الضوء بسبب أنه خائف من أن يأتي أحد من الحائط أو من السقف أو من الزاوية قولي له كيف يمكن لأحد أن يدخل البيت دون أن يدق الباب ونحن موجودين في البيت وأن الإنسان لا يستطيع أن يخترق الحائط و,ان هذه خيالات ليست موجودة في الحقيقة ويجب أن نفرق بين الخيال والواقع.
قللي من الزواجر والنواهي خلال النهار لأن ذلك يظهر عنده بشكل خوف في الليل .
لا تهددي ابنك بسحب حبك له,فالطفل إذا أخطأ قد يسألك(ماما إنت بتحبيني)بهذا السؤال الطفل يحاول أن يسترد محبتك ,فقولي له نعم أنا أحبك لكنني لا يعجبني تصرفك الخاطيء. لاتربطي حبك بتصرفه فتقولي له أن لا أحبك لأنك فعلت كذا.
لاتربطي العمل الذي تقومين به بكلمات المحبة مثلا:لاتقولي أنا عملت لك هذه الأكلة الطيبة لأني أحبك أو سأعطيك هدية لأني أحبك إنما اهديه الهدية تشجيعية للنجاح أو لأنه قام بعمل جيد مثلا لكن لا تربطيها بالمحبة.
جنبي طفلك ما يفزعه يعني لا تدخلي عليه فجأة وتخوفيه وتقولي له شفتك شو عم تعمل أو تركضي وراءه فجأة هو سوف يظهر عليه علامات الخوف من نظرته وصوته حينما يظهر ذلك قومي وامسكي يده حتى لا يخاف
لا تخوفي أولادك من الأطباء ورجال الشرطة لأن الطفل سوف يحتاج لهم بأي لحظة أو يتعرض لرؤيتهم ,لا تعملي حاجز بينه وبينهم.
لا تقولي لطفلك قص أظافرك لأن تحت كل ظفر شيطان هذا يخيف الطفل ويوسع له في خياله إنما قولي يوجد جراثيم لا نراها تؤذي صحتك.
لا تقصي على الطفل قصص خرافية مخيفة وحوش أو ليلى والذئب اجعلي القصص واقعية هادفة وهادئة.
لا تظهري خوفك أمام الطفل.,يجب أن يكون هناك حكمة في ضبط النفس لأنه إذا رآك خائفة ينتقل الخوف لديه والطفل مقلد لأمه كما أنه سوف تهتز صورة أمه وسوف ينظر إليها بأنها غير قادرة على حمايته فلن يشعر بالأمان معها .