كرست الأم البريطانية "جاستين هارجريفز" لحظات عمرها الأخيرة في إعداد دليل إرشادي لمساعدة أبنائها الخمسة على مواجهة تبعات الحياة من بعدها، عندما تأكد لديها قرب رحيلها نتيجة للمعركة الشرسة التي خاضتها مع مرض السرطان.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الأبناء الخمسة -جيد (17 سنة) وسام (10) وناتالي (9) والتوأم كورال وكريستال (6)، سيستشعرون بوجود وحب الأم التي رحلت نهاية الأسبوع الماضي على مدى السنوات المقبلة، بهذه الإرشادات التي ستساعدهم على المواجهة في مواقف الحياة؛ التي لم تتمكن من حضورها معهم.
كما أطلقت الأم قبل رحيلها حملة لجمع التبرعات لتأمين مستقبل أبنائها، ومنحهم سيارات عند بلوغهم السن المناسبة للقيادة. وقد أسفرت الحملة عن جمع 31 ألف دولار أمريكي حتى وفاتها.
وفي الإطار ذاته أعدت الأم لأبنائها صندوقا للذكريات، وضعت فيه أسنانا لسمكة قرش لتذكير الولدين بزيارة قاموا بها لمتحف الأحياء المائية، بينما وضعت للفتيات صورا تذكارية من شاطئ اعتدن زيارته.
ولم تكتف الأم بهذا، بل أعدت لأطفالها بطاقات تهنئة لأعياد ميلادهم المستقبلية، وخططت للهدايا التي ستمنح لكل منهم عند بلوغهم الثامنة عشرة والحادية والعشرين.
ووفقا للصحيفة فإن خالة الأطفال "جانين" ستنتقل للإقامة في منزل العائلة؛ لتعتني بهم رفقة زوجها وابنيه.
بقاء لأجل الأبناء
وفي رثاء لجاستين قالت صديقتها المقربة فيكتوريا تيرني: "إن هارجريفز كانت امرأة شجاعة، ونحن نعلم أنها كافحت للبقاء من أجل أبنائها.. وعلى رغم أننا نشعر الآن بحزن شديد، إلا أنه يجب علينا أن نحقق أمنياتها في ما يتعلق بمستقبل أبنائها".
وتضيف تيرني: "على رغم عدم قدرة هارجريفز على الكلام، إلا أنها كانت تبذل مجهودا مضاعفا لإخبارها بما يتوجب عليها فعله"، ناقلة عنها أن "الدافع الرئيس وراء كتابة هذا الدليل أنني خشيت أن ينسى الأبناء مفهوم الأمومة والأبوة، فأنا أريدهم أن يشعروا بأرواحنا مصاحبة لهم".
ونعتها ابنتها الكبرى في رسالة لها على الموقع الاجتماعي الفيسبوك قائلة: "أحبك كثيرا يا أمي، وأفخر أنني ابنة أشجع وأقوى مناضلة في حياتي".
كانت الأم البريطانية قد اكتشفت مرضها بالسرطان بعد مرور عام على وفاة زوجها، ستيوارت دافيس الذي انتحر عام 2006م، بعد عجزه عن سداد ديون متراكمة أخفاها عن أسرته.
وبعد تلقيها العلاج اعتقدت أنها شفيت، إلا أن المرض هاجمها من جديد في يونيو/حزيران 2009م، وقد توقع الأطباء وفاتها في غضون ستة أشهر، إلا أنها قاومت كثيرا، حتى وفاتها الأحد الماضي محاطة بأفراد أسرتها.
التعليقات