رغم أن حرصه على القيام بواجبه الإنساني كلفه إحدى يديه، فإن محمد كمال -العامل المصري البسيط في هيئة السكة الحديد- نجح في منع وقوع كارثة كان من الممكن أن تتسبب في إزهاق أرواح عدد غير معلوم من المصريين.
فقد تصدى كمال بجسده النحيل لعربة كارو (يجرها حصان) كانت تحاول عبور مزلقان (معبر على خط السكة الحديد) قرية "كفر العرب" الواقعة بمحافظة الدقهلية شمال القاهرة في لحظة عبور القطار نفسها، بحسب صحيفة الأهرام.
وبرغم نجاح عامل المزلقان محمد كمال عبد الرسول يوم الأربعاء الماضي في منع اصطدام القطار رقم 297 المتجه من مدينة طنطا بوسط الدلتا إلى مدينة المنصورة (شرق الدلتا) بعربة كارو، فإن حالة هياج أصابت الحصان، فدفع عامل المزلقان أسفل عجلات القطار، ما أدى إلى بتر يده اليمنى.
المهندس علاء فهمي وزير النقل المصري، تأثر بشجاعة العامل البسيط، فأصدر قرارا بعلاجه على نفقة الوزارة، وإرساله للخارج للعلاج إذا تطلب الأمر، كما قررت هيئة السكك الحديدية صرف مكافأة فورية للعامل قدرها ألف جنيه (170 دولار).
خلل في التشغيل
وتعاني محطات القطارات المصرية من خلل في التشغيل، وهو ما يؤدي لكثرة وقوع حوادث تصادم خاصة على "المزلقانات".
وكان تقرير رسمي صادر عن هيئة السكة الحديد في أواخر سبتمبر 2010 قد رصد 20 سببا لوقوع حوادث القطارات خلال عام 2009 والنصف الأول من عام 2010، بحسب صحيفة المصري اليوم.
ومن بين الأسباب التي ذكرها التقرير وجود تقصير وإهمال في تشغيل المزلقانات، وعدم حصول مراقبي الأبراج وفرق صيانة الإشارات على دورات تدريبية منذ فترات طويلة، ووجود معابر غير قانونية بأماكن متفرقة في خطوط السكة الحديدة، ووجود مزلقانات مؤقتة غير مؤمنة تأميناً كافياً، وبعضها تجاوز الفترة المسموح بها ولم يتم غلقه.
ومن الملاحظات المهمة المتسببة أيضا في حوادث القطارات -بحسب التقرير- عدم العزل الجيد لمعظم كابلات الباور بين العربات، وهو ما يتسبب في اشتعال الحرائق بها.
وعلى مدار العقد الأخير، شهدت مصر عددا من أسوأ حوادث القطارات التي أسفرت عن مصرع مئات المصريين