في المساء
عند الغروب
عندما تنام الشمس
في أحضان البحر
ويضمها بحب واشتياق
وكأنهما عاشقان...
تلاقيا بعد الفراق
حينذاك...
أجلس وحدي مع غربتي
وليس لي رفيق في وحدتي
إلاّ الذكريات والآهات
والأحزان والتنهدات
في المساء...
عندما يطل القمر
ويغازل النجوم
ويحلو للعاشقين السمر
على ضوء القمر
في تلك الكروم
حينذاك...
تقتلني الوحدة، والضجر
ويدق في قلبي ناقوس الخطر
وتندثر أحلامي وتموت
في غياهب القدر
في المساء...
عندما تنام العيون
ويركن كل شيء للسكون
ويتعانق عشاق الغرام
ويغرقون في عالم الأحلام
حينذاك...
تبدأ في نفسي الشجون
وتطل من رأسي الظنون
فأناجي عزلتي ووحدتي
وتدمع مني العيون
في المساء...
عندما تبرد النسمات
وترقد الأطيار
وتحلم الأزهار
وتسجد الأشجار
وتركع الكائنات...
في أعماق البحار
وتُسَبِّح الأفلاك والأقمار
للخالق الجبار
حينذاك...
أقِفُ في محرابي
أُصلّي... وأقرأ كتابي
وأدعو الله ربي
أن يَهدي قلبي
ويخفف لوعتي
ويرحم وحدتي
ويأتي الصباح...
فتستيقظ الكائنات
على ضوء يوم جديد
وتدب فيها الحياة
وتحيا من جديد
وقتذاك...
يكون قد أنهكني الضجر
وأَذْبَلَ أجفاني السهر
فأغفو من شدة الآلام
على سرير من الأوهام
أرجو... رحمة القدر