مقال للأستاذ محمد حسين يعقوب
أولاً : صدق التضرع إلى الله تعالى
إنني لا أقول لك : "أنت تحتاج إلى عزيمة قوية"، "أنت في حاجة إلى إدارة حديدية"، لا.. ، أنت فقط تحتاج إلى رضا الله، وإذا رضي الله عنك أعانك، فالتوفيق بيده وحده جل وعلا ومن مجلبات رضا الله أن تكثر من الدعاء، وليتك تغتنم الثلث الأخير من الليل.
قال صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له؟" متفق عليه.
ثانياً : أن تكون صاحب قرار
كن رجلاً، يقولون: "إن الشباب يدخن ليشعر برجولته، والأمر بالعكس لو كنت رجلاً حقًا (فالرجولة إرادة وقوة) اترك السجائر الآن.
أريدك أن تلقي الآن بعلبة السجائر تحت حذائك، وقل لها: هذا مكانك من الآن فصاعدًا، أنا لن أتلطخ بسببك بعد الآن، أنا لن ألوث إيماني ودمي وحياتي بك بعد هذه اللحظة. واستحضر هنا موقف الصحابي الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم متختمًا بخاتم من ذهب فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن خلعه من يده وطرحه أرضًا، فقيل للرجل: "خذه وتصدق به"، فقال قولته الشهيرة: "لا والله لا آخذه أبدًا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أريدك هكذا، ألق هذه السيجارة تحت قدمك ، وقل : والله لا أرفعها إلى فمي مرة أخرى.
واعلم - أخي المسلم - أن "من تقرب إلى الله شبرًا تقرب الله إليه ذراعًا"، وأنت حينما تلقي هذه السيجارة وتعاهد الله على التوبة منها فإنك تتقرب إلى الله تعالى بترك المعصية، فثق أن الله سيعينك.
ثالثاً : الصدقة
بوب البخاري: الصدقة تكفر الخطيئة، وقال صلى الله عليه وسلم: "تصدقوا ولو بتمرة، فإنها تَسُدَّ من الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار".
يا من تشعل الخطايا بفتيل السجائر.. الصدقة تطفئ لهيب الذنوب الغائر..!
يا من تنفق الأموال من أجل دُخان.. تصدق قبل أن يأتيك نذير يوم الدخان..!
لماذا لا تشترى بثمن علبة السجائر شريطاً للقرآن، أو محاضرة تنفعك يوم النُصرة أو الخسران؟!!
لمَ لا تعين به فقيرًا أو مسكينًا، فيقيل الله عثرتك، ويفرج الله عنك من كربات الدنيا والآخرة؟
رابعاً : الاشتغال بالطاعات
قالوا: "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل"، لمّا تركت طاعة الله، لمّا فرطت في الصلاة، وتركت ورد القرآن، وعُدت ممن يذكرون الله قليلاً، لمّا حدث كل هذا وغيره شغلتك نفسك بالمعاصي ورُحت فريس الشيطان وأوليائه.
أريدك أن تجعل لك في اليوم والليلة برنامجًا للطاعات:
- اليوم مثلاً تستغفر الله تعالى عشرة آلاف مرة.
- تزور مريضًا ولاسيما مرضى السل والسرطان وغيرهم ممن يحملون لك الموعظة والذكرى.
- تذهب إلى القبور فإنها تذكّر بالآخرة، قف أمام القبر وقل في نفسك هذه هي آخرة المطاف، فكيف بي إذا عُرضت على ربي غدًا وفي يدي تلك السيجارة ؟!!
- صِلْ رحمك وعظهم، احملْ لهم شريطًا يذكرهم بالله.
- اذهب لحضور درس علم ..
- اليوم ستبدأ بقراءة جزء من القرآن ثم تبدأ في الإكثار حتى تصير تختم القرآن كل أسبوع.
ما رأيك لو وضعت لنفسك جدولاً لمدة أربعين يوماً من الآن:
أولاً: تصلي الصلوات الخمس في جماعة لا تفوتك تكبيرة الإحرام.
ثانيًا: تحافظ على النوافل، فمن صلى لله في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعًا بنى الله له بيتاً في الجنة.
ثالثًا: تتصدق يوميًا ولو بقروش يسيرة.
رابعاً: تصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع: "من صام يوماً في سبيل الله بَعّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً" متفق عليه.
خامسًا: تختم القرآن خلال هذه الفترة مرتين على الأقل، أي تقرأ كل يوم جزءًا ونصف، واحتسب عند الله ذلك الأجر الكبير؛ فبكلّ حرف تكتب لك عشر حسنات، والله يضاعف لمن يشاء.
سادسًا: عليك أن تقوم الليل فصلِّ - كما اتفقنا - قبل الفجر ولو ركعتين، وأكثر فيهما من الدعاء-، ولا مانع من أن تردد "سورة الإخلاص" فقد قام بها أحد الصحابة طول الليل، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنها ثلث القرآن، وإن شئت صَلِّ قبل أن تنام وأوتر بركعة أو بثلاث كما يفتح الله عليك.
سابعًا: حافظ على حضور درس علم في المسجد أسبوعيًا.
ثامنًا: حافظ على سماع شريط لمحاضرة يوميًا، أدم على سماع القرآن بدل الأغاني والموسيقى التي تنبت في القلب النفاق.
تاسعًا: يحبذ أن تعتكف كل يوم في المسجد، والأصل أن تجلس بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ثم تصلي الضحى (بعد شروق الشمس بنحو ثلث الساعة) إذا فعلت ذلك كتبت لك أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة، فكتب لك هذا الثواب العظيم بهذا العمل اليسير، وإن فاتك هذا فلا مانع من أن تجلس بين المغرب والعشاء مثلاً أو في أي وقت لتذكر الله حتى يتعلق قلبك بالمسجد فتكون في زمرة السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.
عاشرًا: حافظ على أذكار الصباح (بعد صلاة الفجر) والمساء (بعد صلاة العصر حتى المغرب) وهناك مطبوعات كثيرة الآن يمكنك أن تشتري إحداها كحصن المسلم أو غيره، وتردد هذه الأذكار حتى تحفظها.
والله ستشعر بسعادة غامرة ، والله لن تملك نفسك من فرط الفرح والهناءة، فقط جَرِّب ولن تخسر شيئًا، بل ستثقل ميزان حسناتك.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه