حبيبتي أنت
لم أكن أعرف يوما بأني أحبها
بدأت القصة معي مذ كنت صغيرا ، كانت تكبرني ولكن كانت تعتني بي من بعيد
لم أكن ألاحظ هذا إلى متأخرا دائما كحالة الرجال ، ثم علمت أنها تحبني كثيرا
كنت ألتق معها يوميا وأجلس معها ،نتبادل اطراف الحديث وأرى ابتسامتها تغطي الكون كله
استمرينا هكذا طويلا ، وكنت أحيانا لا أحضر الى الموعد أو أتغيب فتغضب غضبا شديدا
واذا لم أحضر يوما واحد فقط كانت تحزن كثيرا ، وتعاتبني على ذلك ،كانت تبحث عن سعادتي
وعن راحتي وتسأل عن احوالي دائما
كنت لا أشك أبدا بأنها من القلائل جدا التي يهمهما أمري الى هاته الدرجة ولكنها كانت لا تبين لي ذلك
حتى لاحظها الآخرون وأبلغوني بذلك ولكني قلت لهم لا إنه أمر عادي ، ولكني في نفسي كنت أعلم
علم يقين انها تحبني كثيرا ، دامت صلتنا ببعض واستمرت مواعيدنا كذلك لكنها لم تتكشف لي يوما
أردت فقط أن أعرف لون شعرها ولكنها كانت حريصة أن لا أرى شيئا ، كانت تغطي كل جسدها الصغير بالملابس فلا أرى شيئا ولكني كنت اتمتع بتقبيل يدها ، وخدها كثيرا
ياسلام إنه شعور لا يمكنني أن أشاطره معكم فاسمحولي
مرضت حبيبتي يوما وذهبت إلى زيارتها ، المسكينة لقد وجدتها في ظرف لا تحسد عليه
انتفض قلبي وحزنت كثيرا لرؤيتها في تلك الحالة، كانت تقول لي أدع لي وأنا أعلم بأني لم أكن في مستوى الدعاء فأقابلها بتلك الابتسامة الصفراء ثم تعاود عليا الكرة أدع لي فأشرت برأسي أن نعم سأدع لك ، انظروا إليها وهي ممدة في سريرها الخشبي وغطائها الأخضر الذي تحبه
انظروا الى لباسها وهي مريضة حتى في المرض أنت هكذ لله درك كم انت جميلة
أحبك كما أنت وبلباسك فلا تحزني ، كنت أنتظر اليوم الموعود ، أود أن أراها كما يرى الأحباب بعضهم بعضا و في يوم من الأيام ذهبت الى موعدنا كعادتي ، ودخلت عليها وإذا بي أرى شعرها
فلم أصدق انظرو اليها وهي تمشط شعرها ، طبعا كانت هاته من اللحظات النادرة في حياتي
كان شعرها أبيضا نعم أبيض كالثلج أحببته كثيرا ، قلت لما تغطيه هكذا
قالت لي أنا هكذا مذ كنت صغيرة تربيت على الحشمة والدين
الآن قد عرفتم من هي حبيبتي
من هي درتي الغاية
وجوهرتي النفيسة
نعم هي جدتي...
هي أمينة سري...
ربي يحفظك
ويبقيك لنا ذخرا
اسمحيلي لم أكن أعلم...
لم أوفيك حقك ......
لم أبرك.....
كنت صغيرا.....
فغرتني الدنيا........
ولكن صدقيني.......
عرفت قدرك جيدا.......
عسى أن ترضي عني..
يكفيني كلمة رضا تنطق بها شفتيك
دائما ،
وقدرنا الله على أن نبر بك
والله الموفق