السلام عليكم
اليوم سأحدثكم عن قصة تركت بالغ الأثر في نفسي
ربما يعاتبني البعض ويقول لماذا لم يكتبها في ركن القصص الخيالية والأساطير
فأجيبه لأنها قصة حقيقة ومرتبطة بثقافة الأسرة الجزائرية الحبيبة لذلك ارتأيت أن أضعها في منتدى الأسرة والمجتمع
تدور أحداث هاته القصة في ولايتي في احدى الأيام الباردة وقد كنت متوجها إلى المستشفى
ولأن العدد كبير جدا اضطررنا الى الانتظار الطويل ،فبدأ البعض يتململ والبعض الآخر يشكو والبعض نائم من شدة التعب ولأني كن أحب أن أرى أحوال الناس لأتذكر ما أنا عليه من نعمة من الله سبحانه
فإذا بي أرى امرأة كبيرة قد دخلت وجلست مقابلة لي تماما كانت تلبس لباسها القبائلي التقليدي
معها كانت بنت في عمر الزهور ، لا تتعدى 19 سنة جاءت معها من بلادها البعيدة وكانت تقوم على شؤون أمها فأعجبني المنظر وقلت ما شاء الله ، ثم جلست الأم ووقفت البنت تنظر إليها أردت أن أقف لدعوتها إلى الجلوس وقلت في نفسي حتى وإن فعلت فلن تأتي لأني علمت بأنها هنا من أجل والدتها ولن تدعها تغيب عنها أبدا و لأني وللأسف كنت لا أحسن القبائلية فقد جلست أتخيل الحوار الدائر بينهما
البنت للأم : ماذا تريدي يا أمي ...؟ طبعا بالقبائلية
الأم : يظهر على وجهها التعب .... تتكلم بصعوبة بكلمتين أو ثلاثة
البنت : تذهب مباشرة وبعد برهة تأتي بقهوة لأمها وهي واقفة
الأم : شكرا يا ابنتي ........تشرب قهوتها
البنت لا تزال واقفة وأنا أقول في نفسي والله إن لك لآجرا عظيما فياليتك تدرين
الأم : تكمل قهوتها وترتاح لوهلة ثم تومئ بعينها إلى إبنتها
البنت : تفهم مباشرة من أمها دون كلام وتذهب مرة أخرى
ثم تعود بقارورة مياه تفضلي يا أمي ...تبتسم الأم وتشرب
وأنا أقول لا تحقرن من المعروف شيئا وأترجم طبعا حسبما أتصور ولا أفهم كلمة واحدة
ومن ثم نادوا عليها الجناح س فأخذت البنت بيد أمها وذهبت ،
قلت اللهم مأحفظها من كل سوء آمين
وتعملت أن الخير لا تدري أين يكون
كما هي رسالة أيضا لمن يريدون الذكور دون الإناث
عل طفلة تنقذك أو تخدمك أو ترحمك خيرا من ألف ذكر وأقول ذكر وليس رجل
أتمنى أن أكون وفقت في الترجمة ونقل الفائدة
والسلام ختام