أما آن لهذا الليل البهيم أن ينجلي؟!
بقلم : أوراد جابر الأحمد الصباح.
- سواء نجح مشروع قانون حقوق المرأة السياسية أم لم ينجح، سواء أشهرت الأحزاب أم لم تشهر، سواء فاز منتخب الكويت أم لم يفز.
في جميع الحالات السابقة سواء الحكومة ومجلس الأمة والرياضيون والجماهير الكويتية فإن الكل في نهاية اليوم سيرجع اما فرحاً أو حزيناً، لكنه سيجلس في بيته بين أهله أو في الديوانية مع ربعه يتعشى ويسولف ويضحك وبعدين يروح ينام، والصبح يروح الدوام طبعاً بعد توصيل الابناء الى المدارس اذا لم يكن هناك سائق، ولما يرجع من الدوام يجد الغداء جاهزاً سواء الاهل هم اللي طابخين أو الطباخ أو الشغالة، حسب مستوى الدخل، وآخر الشهر يستلم الراتب يدفع رواتب الخدم حسب العدد، يدفع الاقساط ان وجدت، وقرض البنك وفواتير النقال والمدارس الخاصة و,,, و,,, الخ.
وبالرغم من وجود الديون، فنجد أن اكثر من نص الكويتيين الحال مستورة (مستورة وليست ميسورة) ولله الحمد والشكر، كل ما سبق هو حال الاسرة العادية، لكن تصوروا شلون يكون حال الاسرة لما يكون عندها معاق ومن ذوي الاحتياجات الخاصة؟! الله يكون في عونهم، الاسرة تكون في حاجة مضاعفة الى الدعم المادي وبحاجة اكبر الى الدعم المعنوي اسرة المعاق تفتقر الى التعليم المتميز النوعي والخاص جداً وليس الى التعليم التجاري البحت المنتشر في مدارسنا المختصة في المعاق، وايضاً الاسرة بحاجة الى البرامج الاستشارية والنفسية المكثفة وربما اكثر احتياجاتهم هو وعي المجتمع لتقبل هذه الفئات الخاصة ومعاملتهم كبشر وليس كأشكال غريبة، وبلا شك هذا دور الاعلام المرئي.
وايضاً هناك الامراض الخبيثة كالاورام السرطانية واللوكيميا، وهناك الامراض المعروفة التي تحتاج الى عناية خاصة كالسكر والضغط والكولسترول، والتي لا يخلو بيت كويتي منها.
وهناك أمراض الكلى والغسيل وامراض كبار السن من روماتيزم وهشاشة عظام وديسك،
والحمد لله ان العلاج مجاني للكويتين والادوية مجانية، وهذه نعمة لا يحس فيها من يفقدها.
والآن تخيلوا معي (لا تتخيلون وايد لان القصة واقعية مع الاسف).
أسرة «بدون» تتكون من أب وأم وسبعة اطفال وجد وجدة واخوان ثلاثة واخوات اربع، المجموع 18 شخصا يعيشون في غرفتين وصالة وحمام وحوش صغير حطوا عليه جينكو وصار غرفة للشباب!!! كل هذا عادي جدا وشفت وايد مثل هذه البيوت في الجهراء عندما كنا نعزي الاسرى الشهداء (كويتيين أو بدون) لكن المتعب والمخجل كمسلمين وكويتيين مشهود لهم بالأيادي البيضاء هو معاناة المرضى، فأسرة كتلك تعاني من معظم الأمراض السابقة، لا حول ولا قوة الا بالله، عندهم طفلان معاقان، وأي كويتي يعلم معاناة المعاق المقتدر والمدعوم من الحكومة,,!! فما بالك المعاق الفقير؟ اللهم رحمتك والله لن أنسى دعاء الأم عندما رفعت يديها لخالقها تدعوه بأن يرحمها بأن يعجل بأخذ أمانة ابنيها المعاقين لانها لا تستطيع رؤيتهما على هذا الحال من سوء التغذية والقذارة والسكن المزدحم، وهذا خلاف الامراض التي تعاني منها الاسرة ولا تملك العلاج أو الدواء ولكنهم صامدون بقوة الايمان والصبر على البلاء!! الجميع بلا عمل، الاطفال بلا مدارس لأن الاطفال الذين تعدوا سن الـ 12 لا يشملهم الصندوق الخيري لتعليم المحتاجين فهو لا يشمل محو الامية (بالرغم من وعود اربعة وزراء هم الفهد والمعتوق والحمد وباقر) أما الاطفال الاقل من 12 سنة فلا يستطيع الاب توصيلهم الى مدارسهم بسبب عدم استطاعته قيادة السيارة (اجازة القيادة ممنوعة على البدون) ولو كان الصندوق الخيري يشمل المواصلات ومحو الامية لدخل هؤلاء الاطفال المدارس.
أما محمد الطفل الصغير فيعاني من السكر، ويجب ان يأخذ 3 ابر يومياً عدا انه يجب ان يأكل 4 وجبات وبانتظام، واعتقد ان من يعاني من مرض السكر يعلم معاناة اسرة فقيرة في متابعة الطفل الصغير، ولكن ربنا سبحانه وتعالى لطيف بعباده، فالجدة تداوي حفيدها بالطب الشعبي لعدم قدرتهم على شراء الادوية والابر، ولعدم توفير 4 وجبات وهم بالكاد يستطيعون توفير وجبة واحدة يومياً، وها هو الطفل ذو السنوات الاربع يلعب مع اخوانه وهو يمضغ أعشاب الجدة والله وحده يعلم متى يسقط بغيبوبة السكر!! ولأن العائلة تحتاج الى الاكل لتعيش، ولأن الجميع لا يعمل بسبب التوجه (السياسي واللاإنساني) بالضغط على البدون فالأب يجلس في المسجد منذ صلاة الفجر الى صلاة العشاء، يرجع بما يجود به المصلون الخيرون ليشتري الاكل لابويه (اللذين لم يعقهما بالرغم من فقره) وزوجته وابنائه واخوته واخواته، علماً بأن هذا الاب من المسرحين (المطرودين) من وزارة الدفاع بالرغم من مشاركته في حرب تحرير الكويت ويحمل وسام تحرير الكويت من صاحب السمو أمير الكويت حفظه الله وأمد في عمره، ونوط معركة عاصفة الصحراء من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز!!! ولم يستلم مستحقاته من وزارة الدفاع التي تقدر بآلاف الدنانير بل رمي به في الشارع بحجة تعديل الوضع؟؟ وهل هناك صبر أكبر من صبر البدون على بلواهم؟!
واللي ما يصدق هذه القصة، أبشركم مع انها مو بشارة عندي مثلها مو قصة واحدة!!
عندي مثلها عشرات وعشرات وعشرات القصص مع الادلة والبراهين وربما تكون هذه المأساة هي الاقل مأساوية بين القصص بسبب تماسك الاسرة والتزامها واحتساب الصبر على ابتلائهم، دعائي لهم بأن يحسن الله صبرهم على بلواهم ويجزيهم خير الجزاء في الدنيا والآخرة، واقسم بالله ان هناك اسرا تفككت بسبب الفقر والعازة، فتوجهت بناتهم الى طرق منحرفة وتوجه ابناؤهم الى الشارع، اما رب البيت فهو مسجون بسبب كمبيالات متراكمة لعدم دفعه ايجار المنزل لعدة شهور بالرغم من حجز وزارة الدفاع لنهاية خدمته، وايضاً بحجة تعديل الوضع، وهؤلاء ذنبهم برقبة من؟ انهم برقبتنا شئنا أم أبينا، كل من يعلم عنهم ويخرس سيحاسب بذنبهم يوم القيامة، وهناك لن يقول انا أنفذ رغبات الامانة العامة لمجلس الوزراء، بل سيندم اشد الندم عندما يقابل ربا عادلا رحيما بعباده المؤمنين شديد العقاب لمن تلهيه الدنيا الفانية عن طاعته، اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض,,, اللهم آمين.
المصدر: جريدة الراي العام
التوقيع
وهذا..وااحد..من..المليون..!!
طفل../يحلم..بغد..لا..يجيء../ويبني..أملاً../بدون..أمل.
كلّما../.كبر..ذلك..الطفل..
أحسّ..بمعااناته..أكثر..ودفن..حلماً..من..سرااب..
يحمل..معهُ..سؤااله..الأزلي..
بعلاامة..إستفهاامه..الهاامّة..
ماالذي..ينقصني.؟!!
هذا..السؤاال../.يصفعنا..جميعاً..ولكن.لا..تُجاابههُ..إجاابة.!!
كم..هو..مزري..وااقعنا../.كم..هو..مزري..!!
اللهم صلي على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين
الرد مع إقتباس
قديم منذ /03-21-2006, 01:38 PM #2
! عزيز النفس !
عضو مميز
! عزيز النفس ! غير متصل
رقم العضوية : 88
تاريخ التسجيل : Mar 2006
المشاركات : 301
افتراضي تعقيب الدكتور محمد العوضي على مقالة الشيخه اوراد
-خواطر قلم / أوراد قالت... ولنِعْمَ ما قالت
قالت: «سواء نجح مشروع قانون حقوق المرأة السياسية أم لم ينجح، سواء أشهرت الأحزاب أم لم تشهر، سواء فاز منتخب الكويت أم لم يفز, في جميع الحالات السابقة الكل سواء الحكومة ومجلس الأمة والرياضيون والجماهير الكويتية فكُلُّ في نهاية اليوم سيرجع اما فرحاً او حزيناً، لكنه سيجلس في بيته بين أهله او في الديوانية مع ربعه يتعشى ويسولف ويضحك وبعدين يروح ينام، والصبح يروح الدوام طبعاً بعد توصيل الابناء الى المدارس اذا لم يكن هناك سائق، ولما يرجع من الدوام يجد الغداء جاهزاً سواء الأهل هم اللي طابخين او الطباخ او الشغالة، حسب مستوى الدخل، وآخر الشهر يستلم الراتب يدفع رواتب الخدم حسب العدد، يدفع الاقساط ان وجدت، وقرض البنك وفواتير النقال والمدارس الخاصة و,,, و,,, الخ»,,, هذه الفقرة نقلتها بنصها من مقدمة مقال الشيخة اوراد جابر الأحمد الصباح، المنشور في «الرأي العام» السبت الماضي 2 ابريل 2005 تحت عنوان (أما آن لهذا الليل البهيم أن ينجلي؟!) وكان مقالها يخص فئة البدون ومآسيهم وجاء مقال الشيخة أوراد كمقطوعة أدبية انسانية تشخص الداء وترسم صورة الواقع الأليم من خلال مقارنة بين حياة المواطن اليومية التي ينعم بها بالراتب والخدمات الحكومية المجانية وأهمها الخدمات الصحية، ثم بينت المعاناة الصحية والمعاشية التي يرزح تحت ظلامها البهيم عشرات الآلاف من البشر,,, وقد استعانت الشيخة بالقصص الواقعية المحزنة لتجسد حجم المأساة وقالت: عندي مثلها عشرات وعشرات القصص,,, وحملت الجميع مسؤولية استمرار الوضع اللا انساني,,, وختمت مقالها بهذا التساؤل الذي اجابت عليه: «وهؤلاء ذنبهم برقبة من؟ إنهم برقبتنا شئنا أم أبينا، كل من يعلم عنهم ويخرس سيحاسب بذنبهم يوم القيامة، وهناك لن يقول أنا أنفذ رغبات الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بل سيندم اشد الندم عندما يقابل رباً عادلاً رحيماً بعباده المؤمنين شديد العقاب لمن تلهيه الدنيا الفانية عن طاعته، اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض,,, اللهم آمين»,,, هذا بعض ما قالته الشيخة أوراد ولنعم ما قالت,,, وسط انشغال الناس بالمعارك المتنوعة والمنافسات التافهة، وانفاق اموالهم في سباق الفنانين,,, لقد كنت كثير الكتابة عن فئة غير محددي الجنسية، ثم احسست أنني احرث في البحر، وأرى لزاماً عليّ العودة للتذكير بهذا الملف المخيف المحزن الذي هو أولى بالحل من ميزان الشرع وحقوق الإنسان من مواضيع المرأة وحقوقها,,, ان آلافاً بيننا يموتون اجتماعياً موتاً بطيئاً,,, بالأمس استوقفني رجل عربي قضى جل عمره في الكويت عاملاً مخلصاً وموظفاً أميناً، ساءت حاله بعد الغزو وكبرت سنة واصيب بالأمراض وتراكمت عليه الديون,,, وكان بيده علبة دواء مكتوب عليها Arimidex فيها ثلاثون حبة تباع بـ 68 دينارا,,, لزوجته التي اصيبت بالسرطان,,, وهو يستغيث,,, فتذكرت ما حكاه لنا احد الافاضل في ديوان الأخ العزيز العقيد مجحم الجلاّل في منطقة (هدية) حينما كنا في زيارته وناقشنا أثناء الحديث الاهتمامات التافهة عند قطاع كبير من الناس، من أن أحد زملائه في العمل دفع مقابل رسائل ستار اكاديمي 220 ديناراً!!,,, كما تذكرت قول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه «من وسِّع عليه في دنياه فلم يعلم أنه قد مُِكر به فهو مخدوع عن عقله»,,, فلنتأمل ما قاله الإمام ولننظر ما أكفرنا بنعمة الله سبحانه,,,!!