_^_ خطوات إلى حياة طيبة _^_
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهد الله فلا
مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن محمد عبده ورسوله . أما بعد :
إليك هذه الرساله اليوميه أخيتي وأبنتي إليك أنت يا أمة الله فأنت أمآ وأختآ وزوجة وابنة ,
يامن علق النبي خيرتنا بحسن التعامل معك , فقال عليه الصلاة والسلام : { أكمل
المؤمنين إيمانآ أحسنهم أخلقآ, وخياركم خياركم لنسائهم }.
والبعث لهذه الرسالة هو التذكير , امتثالآ لأمر الله عزوجل حيث قال : { وذكر فإن الذكرى تنفع
المؤمنين } . ولا حظي أخيتي كيف ربط الإنتفاع بالذكرى بالإيمان , فعلا قدر إيمان العبد يكون إنتفاعه
بالذكرىومن نعم الله علينا أن أنشأنا في هذا المجتمع الذي هو أفضل المجتمعات المعاصرة
وأقومها منهجآ وأصحها سلوكآ فترى في أهله حب الخير وحب أهله وإقامة الشعائر الظاهرة
والتسابق إلى فعل الخير الديني والدنيوي .
نبدآ معكم الخطوةالأولى بإذن الله ومشيئته .
أول خطوة وهي مقتبسة ومختصرة من كتاب خطوات إلى حياة طيبة
جمعه فهد بن سليمان القاضي وصححه فضيلة الشيخ العلامةعبد الرحمن بن ناصر البراك فجزاهم الله خير الجزاء
الخطوة الأولى :
الصلاة ....
إن من محاسن ديننا الصلوات الخمس التي هي ركن الإسلام الأعظم بعد الشهادتين وعموده الذي لا يقوم بناؤه إلا عليه
ولقد أختصت الصلاة بخصائص ليس لغيرها من العبادات , منها أنها فرضت في السماء , فرضها الله
على نبيه عليه الصلاة والسلام من غير واسطة ليلة المعراج ومنها أنها أول ما فرض من أحكام بعد
الشهادتين , ومنها أنها فرضت في مكة قبل الهجرة . ومن ذلك أنها تجب في جميع الأحوال , فهي
واجبة في الصيف وفي الشتاء , وفي السلم والحرب , وفي حالة الصحة و المرض وتجب على كل
مكلف, وعلى الغني والفقير, والذكر والأنثى, والحر والعبدومما أختصت به أنه يؤمر بها في سن
مبكرة من حين التمييز , قال : { مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ,
واضربوهم عليها وهم أبناء عشر , وفرقوا بينهم في المضاجع } .
ومن خصائصها : أنه يكفر من تركها قال : { إن بين الرجل وبن الشرك والكفر ترك الصلاة }
وفي مجتمعنا ولله الحمد والمنه نشاهد صورآ وضيئة من صور الإعتناء بها فما أكثر ما نرى الرجال والنساء إذا حانت الصلاة بادروا إلى إقامتها
ولكن مع ذلك هناك من يقصر . فمن النساء من لا تكمل الطهارة ,وقد قال رسول الله :
{ لا يقبل الله صلاة بغير طهور }
إما بسبب وجود ما يحول دون وصول الماء إلى البشرة , أو سبب عدم إسباغ الوضوء على الأعضاء المفروضة أوغير ذلك
ومن النساء من اعتادت تأخير الصلاة إلى آخر وقتها وفي الحديث عن النبي
: { تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعآ لايذكر
الله إلا قليلآ } وصلاة العشاء قد ورد استحباب تأخيرها عن أول وقتها , ولكن من النساء من يؤخرنها
حتى يفرغن من جميع أعمالهن وأشغالهن فإذا هن في حالة من التعب والإعياء والرغبة في النوم ,
فيصلينها بكسل وعدم خشوع ولا حظور قلب .
فيا أيتها الغالية إن تأخير الصلاة عن وقتها من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر نسأل الله العافية والسلامة
وقد يقول أليس النوم عذرآ في تأخير الصلاة عن وفتها , لحديث { رفع القلم عن
ثلاثة }ــ ومنهم : { النائم حتى يستيقظ } ؟ والجواب : أن
النوم عذر في حق من عزم على القيام للصلاة ولكن غلب عليه النوم
أما من لم يعزم على القيام ولم يتخذ سببآ للإستيقاظ فإنه لا يعذر لأنه مفرط.
والواجب أن يأخذ بالأسباب المعينة على القيام لصلاة الفجر ومنها التبكير بالنوم لصلاة الفجر ,
وإستعمال المنبه , والتعاون بين أفراد الأسره للإستيقاظ فيا أخية اعرفي شأن الصلاة و أعلمي أن لها
ثمرات معجلة غير ما ادخره الله لأهلها حين يودعون في قبورهم فتشفع لهم أعمالهم , وحين يقوم
الناس لرب العالمين , فمن ثمراتها العاجلة : أن الله يحفظ بها العبدفيكون في ذمة الله وحفظه وكلاءته
يحفظه في بدنه وعقله وماله وأهله وذريته قال عليه الصلاة والسلام : { احفظ الله يحفظك}
وكذلك من آثارها العاجلة : النشاط وانشراح الصدر . روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه
وسلم { يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضربمكان كل عقدة: عليك ليل
طويل فارقد,فإن إستيقظ فذكر فذكر الله انحلت عقدة , فإن توضأ انحلت عقدة , فإن صلى انحلت عقده
كلها , فأصبح نشيطآ طيب النفس , وإلا أصبح خبيث النفس كسلان } ولو أردنا اسقصاء آثار الصلاة
وثمراتها وفوائدها لطال بنا المقام , ولكن لعل فيما ذكر تنبيهآ لمن في قلبه حياة