شاهد المزيد....
http://jawalsma.maktoobblog.com/1553893/%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%91%D9%87%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%91%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%A901/يحتضن أهالي وادي ميزاب بولاية غرداية في فصل الربيع من كلّ سنة تظاهرة عيد الزيارة التي تعدّ مناسبة تقليدية تشهدها المنطقة منذ القديم، حيث يلتقي أعضاء حلقة العزّابة وأعيان قصور وادي ميزاب بالشباب في جولة حول القصر والوقوف على أبرز المعالم التاريخية والأثرية وتحجيب البلدة بالمسيرة الجماعية
وترديد الأدعية شكرا للّه على نعمة الأمن والرّزق وطلبا لحماية الغلّة للموسم الزراعي القادم، خاصّة وأن في فصل الربيع يتمّ فيه تأبير النّخيل وهذا قبل طلوع الشمس وسيرا على الأقدام.
تأتي هذه التظاهرة إثر اعتماد المجتمع الأمازيغي في تقويمه على السنة الفلاحية، وتغيير الفصول الأربعة له أهمّية بالغة في الثقافة المتوارثة· ويهدف عيد الزيارة حسب الأستاذ كرشوش يوسف أحد مشايخ القرارة، إلى شكر اللّه على المحصول الشتوي وطلبه التوفيق والمعونة في غلّة فصل الصيف والترحّم على الأجداد الذين ماتوا تاركين أثارهم لأحفادهم، بالإضافة إلى توعية الشباب وتحسيسهم بأهمّية تاريخهم المحلّي، خاصّة وأن قصور وادي ميزاب نشأت وسط ظروف صعبة تميّزها قساوة الصحراء والفتن الطاحنة بين القبائل، وكذا محاولة غرس حبّ الوطن في الشباب والاعتزاز به، كما تتميّز التظاهرة السنوية بتوزيع الصدقات على شكل أوقاف وأبرزها التمر والحليب اللذين يعتبران رمزا لأصالة منطقة ميزاب والصحراء عموما وهذا لربط الشباب أيضا بأصالتهم.
تظاهرة عيد الزيارة تعرف اختلافا طفيفا بين قصور وادي ميزاب لكنها تشترك جميعها في مراسيم الاحتفال التي سبق ذكرها، وعلى سبيل المثال يتّخذ سكان العطف من هذه المناسبة حفلا خاصّا لجميع المتزوجات لتلك السنة، إذ تجلس العروس على الكرسيّ وسط منزل زوجها ويقوم النّاس بتهنئتها متمنّين لها دوام السعادة والطمأنينة. أمّا فيما يخصّ مدينة القرارة فتتّخذ الأفواج الكشفية من عيد الزيارة مناسبة لمعالجة مختلف المواضيع الاجتماعية والسياسية والثقافية، سواء كانت محلّية أو وطنية، لا سيّما الدولية وهذا من خلال العروض المقدّمة من مجسّمات وشعارات معبّرة فتترك أثارا في نفوس المشاهدين بعدها تجتمع العائلات في حدائقها المزيّنة بالورود حتى أصبح هناك من يطلق على هذه المناسبة عيد الزهور، فيتمّ تحضير الوجبات التقليدية بالأساليب القديمة بعيدا عن ضوضاء المدينة وأساليب الحضارة لأن الطبيعة والمتأمّل فيها يشعر براحة النّفس وحرّية البال فيذكر ماضيه ويطير بخياله إلى مستقبله.
وتبقى تظاهرة عيد الزيارة حلّة جميلة تكتسي قصور وادي ميزاب، يغتنم السياح حضورها للاستمتاع بالمناظر التي يصنعها أهالي غرداية فيحاولون الاطّلاع على تاريخ المنطقة وتقاليدها وعرفها، وهذا دليل على الإرث الحضاري المتنوّع الذي تفخر به الجزائر وتعتبر غرداية أحد لوحاتها الفنّية في جمالها الجذّاب.
حمو أوجانه
مراسل يومية أخبار اليوم
وهذه صور من عيد الزهور الموسم الماضي ريثما تستمتعون بصور هذا الموسم في الأسبوع المقبل