حبيبتي...
في ذلك اليوم...
يوم تخاصمنا وافترقنا
وتركتكِ... ومَشَيتْ
حينذاك...
كم تمنيت البقاء
وكم كرهت تلك اللحظة...
لحظة الفراق
لكنني...
رغم عني مَشَيتْ...
ولم أدري... إلى أين...
وكيف مَشَيتْ
وهَمَمَتُ بالرجوع...
لكنني..
أخذتني العِزّة والإباء
وغَرّني الكبرياء
وعليكِ تعاليت...
وأكملت طريقي
ومَشَيتْ
حبيبتي...
لا أخفي عليكِ
لقد حاولت كثيراً...
أن أنساكِ
فما استطعت
حاولت أن أمنع نفسي
من التفكير بكِ
فما استطعت
لقد حاولت الهروب
من أحزاني وآلامي
حاولت حتى...
أن أقتل أحلامي
فما استطعت
لقد حاولت... وحاولت
ولكني فشلت
لم أستطع نزع هواكِ
من قلبي
لم أقدر أن أهرب
من ألحاظ عينيكِ
ومن جمال شَعركِ
وروعة شفتيكِ
من حُسن وجهك
وسحر لمسة يديكِ
وكم حاولت... وحاولت
أن أهرب...
من شوقي ولهفتي... إليكِ
وأن أخفي لوعتي... عليكِ
لكنني كنت دائماً...
أهرب منكِ... إليكِ
حبيبتي...
ها أنا الآن راجعٌ إليكِ...
لكي...
أمسح الدموع... من مقلتيكِ
وأُقَبّل الشوق... في عينيكِ
وأجثم كالطفل الصغير
بين يديكِ
فاصفحي... واغفري...
وتقبّلي أسفي واعتذاري
فأنا أعترف أني...
قد قسوت... كثيراً عليكِ
أعلَمُ يا حبيبتي...
كم كان فراقي
مريراً وقاسٍ عليكِ
فاعذريني... وسامحيني
اغفري لي خطأي، وهفوتي
تقبلي ندمي، وتوبتي
فالله سبحانه يسامح
ويغفر الذنوب
ويقبل التوبة... ويتوب
فكوني رحيمة
واقبلي مني اعتذاري
أنا أعلم حبيبتي...
أنكِ
ستسامحين وتغفرين
أعلَمُ...
أن إحساسك مُرهفٌ
كشذى أزهار الياسمين
أعلَمُ...
أن نَفْسُكِ أصفى
من دموع العاشقين
أعلم أن قلبكِ
ما زال يستعر بالحنين
أعلم أنكِ...
لم تنسيني حتى... للحظةٍ
مع مرور السنين
أعلم أنكِ...
بلقائي تأملين
وبعناقي تحلمين
لذا...
ها أنا راجع إليكِ
وفي قلبي...
لهفة المشتاقين
ونشوة العاشقين
ورجاء التائبين
إذاً ...
ماذا تنتظرين...
أسرعي للقائي
وتزيني بالأزهار والورود
وافردي شَعرك المسحور
ورشي العطور
وارتدي ثوب عُرسك الموعود
واصرخي...
ليسمع كل الوجود
ها قد عاد حبيبي
وتحطمت كل الحدود
وتكسرت كل القيود
فما أروع اللقاء
وما أجمل البقاء
قرب الحبيب
حين يعود