أهــكــذا أبــدا ً تـمـضــي أمــانــيــنــا
نطـوي الحـيـاة وليل المـوت يَطـويـنـا
تجـري بـنا سُـفـُـنُ الأعــمـار مـاخـرة ً
بـحـر الـوجـود ولا نـُـلـقـي مَراسـيـنـا
هــي الـحــيــاة فــلا أمْـن ٌ لـهــا أبـــدا ً
تـُـمـيــتُ آمـالـنـا دومـا ً وتــشـقــيــنـا
عـن الأحــبـّة تـقــصــيــنـا وتــتـركـنـا
نقاسِ حـرّ الجـوى والشـوق يضـنيـنا
وكــم نــود ّ لــو الأيـــام تـجـــمــعــنــا
لـكــن أقـــدارنــا تـــأبـى تــلاقــــيــنــا
لـِفـَرْحـنا كـلـّما اشــتـاقـت جـوارحـنـا
مِـنَ المآسي صروف الـدّهـر تـدنـيـنـا
أيـن الـغـوالي ومَـنْ ذبــنا بهـم ولـهـا ً
هـلا ّيـعــودوا لـكـي تـغــفــو مآقــيـنـا
يا ليت شعـري لقـد غابوا وقـد تركوا
في القلب نار الجوى تكـوي الشرايينا
وهـكـذا أبـدا ً تـمــضـي الحـيــاة بـنــا
فـالـمـوت لا بـد ّ أن يـأتـي ويـطـويـنـا
أيـن الـذيـن بـنـو الـدنــيـا عـجـائـبـها
أيـن العـظـام وذي الـبأس السلاطـيـنا
أيـن الـذيـن عــلـوْ.. أيـن الجــبـابــرة
وأيـن أجـــدادنــا.. أيـن الــنـبــيــيــنـا
هـذي الحـيـاة الفـنا حـتـما ً نهـايـتـهـا
فـلا تـكـن مـغـرمـا ً فـيـهـا ومـفـتـونـا
فــيـهــا تـــزَوّدْ لــدار ٍ لا فــنـاء لـهــا
واحـذرْ أيا صاحـبي مكر الشـياطـيـنـا
مـَنْ مات لا.. لـن يَعُـدْ للعـيش ثانـيـة ً
ما قـد مـضى لم ولـن تحـيي أمانـيـنـا