من الطبيعي أن يكون لأبنائنا أصدقاء في عمر الطفولة، خصوصاً في المرحلة الابتدائية, وتتكون هذه الصداقة بصورة طبيعية مع التعارف التلقائي الذي يحدث بين هؤلاء الصغار بحكم الجوار في المنطقة السكنية والزمالة في المدرسة ومع استمرار الدراسة تتوطد هذه الصداقة, كما أنها تشهد تغيرات في طبيعتها عندما ينتقل الطفل من مرحلة التعليم الابتدائي إلى التعليم المتوسط أو الإعدادي, وهذه التغيرات في الصداقة تعتبر مؤشراً يدل على مستوى نجاح الطفل في دراسته الأكاديمية.
وأجريت دراسة في هذا الشأن على الأطفال في المدارس ولاحظ الباحثون أن هناك صلة بين نوعية الأصدقاء ومستوى التفوق الدراسي الذي يحققه هؤلاء التلاميذ في مدارسهم، وكلما كان هؤلاء الأصدقاء أكثر وعياً ونشاطاً على المستوى الاجتماعي, وكانوا أكثر التزاماً بالقواعد والقوانين المفروضة في المدارس، كان التلميذ أكثر نجاحاً وتوفيقاً في دراسته.
وعلى العكس من ذلك اتضح أن أصدقاء التلميذ الذين يعانون من مشكلات سلوكية ينخفض مستواهم التحصيلي ويحصلون على درجات أقل من غيرهم, كما أنه هو أيضاً يواجه صعوبات في دراساته, ويتدنى مستواه العلمي والأكاديمي.
وتبين كذلك أن التلميذ الذي يرتبط في صداقته بالتلاميذ الذين يميلون إلى الاستهتار والعبث أكثر نضجاً ووعياً وتوفيقاً من التلميذ الذي يصادق التلاميذ الأدنى مستوى من الناحية السلوكية والتعليمية, ولهذا السبب ينبغي على الآباء, والأمهات تشجيع أبنائهم على إقامة علاقات صداقة طيبة مع زملائهم الموفقين في دراستهم والذين حققوا مستويات عالمية على المستوى التعليمي والسلوكي.
واستنتج الباحثون أن التلاميذ يجدون في الصداقة وسيلة تعلم غير مباشرة، ويرجع السبب إلى التغير الكبير والسريع في مخ المراهق خصوصاً في ما يتعلق بالبيئة الاجتماعية والتربوية التي يعيشون فيها واتضح أن التلاميذ في سن الثالثة عشرة أكبر تأثراً من الطلبة في سن السابعة عشرة, وهذا يعني أن تأثر التلاميذ والتلميذات بالظروف الاجتماعية والتربوية تكون أكبر في المدارس المتوسطة منه في المدارس الثانوية والمعاهد.
المصدر = موقع نسيجها