في أحد أيام الشتاء كنت أتأمل الطريق من النافذة
كانت المصابيح تسقط أنوارها الباهتة على الطريق المكسو بالثلج
أشرب كأساً من النبيذ متأملاً ندف الثلج المتراقصة تحت الأنوار
لم أذكر كم كانت الساعة
بل كل ما أذكره هي وحشة الحي
لا أشخاص ولا قطط ولا صراخ أطفال. صمت ثقيل.
وضعت شريطاً موسيقياً لأوركسترا روسية ورفعت الصوت
وراحت الغرفة تصدح بالأنغام في كل مكان
اخترقت الموسيقى ذلك الصمت المطبق المخيف
شعرت بنشوة النبيذ تنشر دفئها
سلمت جسدي لتلك الموسيقى الرائعة
وراحت الأنغام تحرك يداي هنا وهناك وتلف جسدي كما تشاء .
ثلاث ساعات متواصلة من الانسجام الموسيقي دون توقف عن الحركة .
شعرت بالتعب ورغم ذلك لبست ثيابي وخرجت
وحيداً كالعادة أمشي مطأطئاً الرأس يدي بجيبي، ودفء.
صدى الموسيقى ما يزال يتردد في أذني
أكلت صحناً من الفول ــ على عربة كانت أمام مدرستي اعتدت ورفاقي التردد إليها.
قمت بجولة ليلية جميلة: لا فتيات، لا أشخاص، لا مشاكل،لا يوجد شيء مزعج .
كان هناك شيء واحد جعلني أشعر بالحزن : اشتهيت فنجان قهوة ، أدخلت يدي في جيبي ،لا نقود !!. وأمضيت طريقي أندب حظي العاثر .
مطأطئ الرأس أضع يداي في جيبي الخاويتين .