جلسنا يوماً ذات مساء
يجمعنا دفء موقد الشتاء
حدثتنا الجدة العجوز الشمطاء
أخبرتنا عن الأميرة الحسناء
والشاطر حسن ذو البهاء
عرّجت والبرق يضيء السماء
والريح يزمجر حولنا كالعواء
وقصف الرعد يثير الضوضاء
لقصة الغولة ذات العيون الزرقاء
أخبرتنا أن الحسد في العيون الزرقاء
همست أن الغدر شيمة الحسناء
وغمزت أن الجن يملأ الفضاء
وروت لنا أن جدها صافح العنقاء
وأكد لها أن الغولة عيونها برقاء
ورد كيدها بفيروزٍ زرقاء
أورثها لبنيه يحملونها باستعلاء
والويل كل الويل من يأمن ذات عيون زرقاء
ورجونا أن تصمت بإستجداء
شببت ولوصية جدتي طاعة عمياء
متقلداً أبداً فيروزة زرقاء
حتى التقيتك بقدر وقضاء
وبأمر من اختارنا بانتقاء
اختلست النظر لقامتك الهيفاء
أسرني لون بشرتك الصهباء
اصطدمت بلون عيونك الزرقاء
فارتعدت أوصالي وكاد ينقطع عن صدري الهواء
تراقصت خفقات قلبي بين بحر وسماء
تسمَّرت نظراتي إلى عيونك بإستهواء
فرددتي النظرة عليَّ بإستغواء
سبحت في أمواج عيونك بانتشاء
جلست أرقب أهدابها باسترخاء
طرحت وصية جدتي ذي الخرزة الزرقاء
أزلت من نفسي رعب قصص الأطفال الأبرياء
وخطَّأت قصص الجن والغول والعنقاء
غرقت في هيام ذات العيون الزرقاء
وها أنا متيم ولهان بلون بحر وسماء
ونفسي حظيت بهدوءٍ وصفاء