إذا هاج بي فخر فأنت لنا الفخر
أيا موئل الآمال، يا أم، يا مصر
أفياضة الكفين بالخـير والندى
لها بهما مد وليس لها جزر
وأنت التي ترجى لكل عظيمة
وتدعى الى الجلى إذا حزب الأمر
إذا انتابنا يأس فأنت لنا الرجا بعد
الله وأوحشنا ليل فأنت لنا البدر
جزائرنا والمجد أنت له ذخر
وأسمى معاني الفخر أنت لها فخر
أيا من إذا ما قيل فيها قصيدة
يجل بها المعنى ويسمو بها الشعر
ويا من بها جزنا السماكين عزة
ومن قدرها في الخافقين هو القدر
ومما تسامت فيه للشمس هامنا
وقائعك الجلى وأبناؤك الغر
جزائر أو مصر سواء كلاكما
فإحداكما روحي وأخراكما العمر
أفي لعبة كدتم تعيدون داحسا
ومنشم قد كادت يدق لها عطر؟!
أفي لعبة ضريتموها ذميمة
وأشمتم من كان في صدره غمر؟!
أفي لعبة لا ترتقي أمة بها
ولا يرتجي خير ولا يدفع الشر؟!
أفي لعبة هيجتموها وبينكم
وشائج قربى لا يرام لها حصر؟!
بني أمتي ويح العلا ما أصابكم
فهمتم، فلا عرف لديكم ولا نكر؟!
تهبون للملهى رجالا وصبية
وإن ثوب (الأقصى) ففي سمعكم وقر؟!
فرفقا بأجيال سيأتون بعدكم
أمانيهم خضر وآمالهم بكر
ورفقا بكلمى حرة يعربية
مدامعها تهمي وأشجانها تعرو
لقطع حبال الود ما بين إخوة
يداني حدود الكفر، بل إنه كفر
وإن القوافي في الكرام عرائس
وعليا سجاياهم لها العقد والمهر
فإن نظمت في غيرهم ثم دونت
فليست سوى القرطاس سوده الحبر