هل يخاف طفلك من المدرسة.. ما الأسباب؟
عوامل ثلاثة مهمة تدفع الطفل للخوف من المدرسة وربما الهروب منها كما يقول أ.د. مختار
عبدالفتاح أستاذ طب الأطفال بجامعة طنطا حسب صحيفة الأهرام المصرية،" يمكننا تقسيم الأطفال
من حيث خوفهم من المدرسة إلى 3 مجموعات، المجموعة الأولى: اصطلح على تسميتها
مجموعة الهروب وهي تكون في العام الثامن أو التاسع تقريبا وهي في الغالب أخطر الأنواع,
حيث تبدأ المسألة معهم بعدم الرغبة في الدراسة وكره المدرسة وضعف في التركيز وسوء في
التحصيل الدراسي..
والطفل من مجموعة الهروب يميل إلى العدوانية والانطواء ويعاني رغبة جامحة في الهروب
إلى الخيال وغالبا ما ينتهي إلى الفشل الدراسي، وفي هذه الحالة فالضرب ليس الوسيلة
الملائمة للإصلاح بل يجب أن يتم توصيله للمدرسة بصحبة واحد من الأهل ومراقبة سلوكه
الدراسي والمتابعة مع المدرسين حتى يترسخ داخله إحساس بعدم جدوى هروبه.
أما المجموعة الثانية ففيها يعاني الأهل الخوف على أبنائهم من الآخرين إما من العدوى
، أو الحسد أو إمعانا في التدليل، وفي هذه الحالة فلا لوم على الطفل إطلاقا وينبغي علاج
الأهل بالمزيد من الاقتراب من طاقم المدرسة وحضور مجالس الآباء حتى يقضى على
مخاوفهم تدريجيا.
والمجموعة الثالثة:
هي مجموعة منطقية الخوف ـ نوعا ـ يعاني أفرادها من الأمراض المزمنة مثل الحساسية
الصدرية، حيث يخشى الأهل من اختلاطه بغيره من الأطفال أو تناوله أي مأكولات ممنوعة..
ومن هنا تنتقل إلى الطفل بسرعة مشاعر ذويه وأهله فيفقد الرغبة في الابتعاد عنهم والذهاب للمدرسة.
هذا وكان مدير مستشفى الأطفال للأمراض النفسانية لمدينة فورتسبورغ الألمانية الجنوبية
أندرياس فارنكي قد حذر سابقا من تعامي أولياء الأمور ومسؤولي المدارس من صرف النظر
أو تجاهل الأمراض النفسانية والخوف الذي يعاني منها الأطفال.
ونبه في مؤتمر صحفي عقد في المدينة من مغبة تجاهل ما وصفه بـ " الاضطرابات الهادئة
" لدى الأطفال.
وقال الخبير فارنكي إنه غالبا ما يتغيب الأطفال عن المدرسة ليس بسبب عدم رغبتهم في
البقاء فيها بل " بسبب خوفهم من المدرسة ".
ونوه فارنكي إلى ضرورة عرض الأطفال الذين يتغيبون عن المدرسة على أطباء
متخصصين لإخضاعهم لفحوصات، وبالتالي الوقوف على الأسباب التي تدفعهم إلى التغيب
وثم توفير المعالجة المناسبة لهم مبينا أن أولياء الأمور وغيرهم من المسؤولين كثيرا
ما يتجاهلون أو يسيئون تقدير ظاهرة التغيب ومعاناة الأطفال من الخوف.
وتطرق إلى أسباب شعور أطفال بالخوف من المدرسة مثل ضعف مقدرتهم على الاستيعاب
حيث يفهمون المدرسة كمكان لخيبة الأمل والإحباط والتألم والإكراه مما يجعلهم عرضة للتهكم
من قبل الزملاء في المدرسة منبها إلى أن الأطفال لا يخبرون عادة أولياء الأمور بما يشعرون
به من خوف وألم نفساني.
ومن أعراض الخوف من المدرسة التي تظهر على الأطفال ذكر الخبير النفساني الصداع
وآلام في البطن وفقدان الشهية التي تظهر لديهم عند بدء ساعات الدوام المدرسية في الصباح.
ونصح فارنكي أولياء الأمور في حال تأكدهم من معاناة أطفالهم من الخوف الإسراع إلى
انتهال الإرشادات على أيدي الخبراء لمعالجة الخوف مشيرا في الوقت نفسه إلى أن 7
بالمائة من الأطفال الألمان يعانون من الخوف والكآبة. ولفت فارنكي الانتباه إلى عدم
الخلط بين الأعراض التي تصاحب سن المراهقة من بينها الاضطرابات النفسانية وبين
الخوف الذي يظهر لديهم لأسباب نفسانية محضة.
منقول