في خطوةٍ تهدف إلى مواجهة الركود في تجارته، ابتكر مصلح ساعات "ساعاتي" في الناصرية جنوب العراق، طريقة جديدة لجذب الزبائن؛ حيث اخترع ساعة تدور عكس الاتجاه المعمول به في الساعات، فتدور بذلك في نفس اتجاه طواف الحجاج حول الكعبة.
ولجأ ناظم الصفار إلى تلك الحيلة بعد أن تأثرت تجارته مع اعتماد الزبائن على التكنولوجيات الحديثة، مثل الهواتف المحمولة، في معرفة الوقت، وبدؤوا ينسون الساعات القديمة التي كانوا يصلحونها في ورشته، حسب "رويترز".
وقال الصفار في ورشته: "قررت أن أغيِّر الساعة، ويجب أن أجعل دورانها عكسيًّا؛ حتى ترى الناس أمرًا جديدًا ويصير عليها قبول أكثر".
إقبال على الساعة الجديدة
وعن نتيجة هذا الابتكار، قال الصفار إنه منذ بدأ تغيير الساعات لتدور عقاربها عكس الاتجاه، صار يلاقي إقبالاً من أصحاب المهن، مثل الأطباء، والمحامين، والمهندسين.
وأوضح الصفار أن الساعات الجديدة تتبع الآن حركة دوران الأرض، وأن الحركة المخالفة لعقارب الساعة هي نفسها حركة طواف الحجاج حول الكعبة، مؤكدًا أن هذه الطريقة لم تغيِّر في نظام عمل الساعة الاعتيادي من ناحية حساب الزمن.
وقال: "دوران الساعة غير اعتيادي؛ مخالف لدوران الكرة الأرضية، وشروق وغروب الشمس، والطواف حول الكعبة، وحتى الدورة الدموية عكس اتجاه عقرب الساعة. لكن هذا الدوران (للساعة الجديدة) هو مع دوران الكرة الأرضية، وشروق وغروب الشمس، والطواف حول الكعبة".
ويبيع الصفار ذلك النوع الجديد والغريب من الساعات لقاء 30 ألف دينار عراقي؛ ما يوازي 26 دولارًا.
واشترى خياط محلي يدعى عمار إحدى تلك الساعات التي تروق له طريقة عملها.
وعلَّق عمار على الابتكار بقوله: "إننا نحب التغيير. أعمل هنا لمدة 15 عامًا، وأكثر عملنا مرتبط بالوقت... ولما شفت هذا التغيير أنا حبيته، وأكثر الناس الذين يأتون للمحل ينتبهون إلى الساعة، حتى للبيت اشتريت واحدة".
وللعراق تاريخ غني في صنع الساعات؛ حيث بدأت الحرفة نفسها إبان العصور البابلية، كما اشتهر العراقيون القدماء، مثل السومريين، باستخدام التقويم والساعات قبل الميلاد بثلاثة آلاف ومائتي عام.